وقعت الدولة المطلة على البحر الأحمر وخليج عدن في مدينة جده، أمس، بروتوكولاً جديداً للتعاون الفني وتسهيل نقل الخبراء والمعدات والمواد في الطوارئ البحرية عبر الحدود، بهدف تعزيز التعاون الإقليمي في مجابهة التلوث خلال الطوارئ البحرية، وتسخير جميع الإمكانات المتوافرة في الإقليم من خبراء وفنيين وأجهزة ومعدات لمكافحته، في حال لم تستطع الدولة المتعرضة للطوارئ التعامل مع الحالة بصورة منفردة. وأوضح الأمين العام للهيئة الإقليمية للمحافظة على بيئة البحر الأحمر وخليج عدن البروفيسور زياد أبوغرارة أن البروتوكول يوجب على الدول الأعضاء في الهيئة إعلان حال الطوارئ في حال طلبت إحداها المساعدة، وتقديم جميع المساعدات بالسرعة الممكنة، مشيراً إلى أن «البروتوكول» يعتبر الإطار القانوني والتنظيمي والإداري لنقل الخبراء والمعدات والمواد عبر الحدود البرية والبحرية والجوية بالسرعة الممكنة، وتسهيل عملية التخليص الجمركي ومنح الإعفاءات وسرعة تخليصها من جميع المنافذ. وقال أبو غرارة: «إن التوقيع على البروتوكول يأتي امتداداً للجهود التي تبذلها الهيئة للتقليل من الأضرار البيئية والاقتصادية التي تنجم عن تسرب الزيت أو أىة مواد أخرى للبيئة البحرية في الحالات الطارئة»، كاشفاً تنفيذ مسح «هيدروغرافي» في جنوب البحر الأحمر أسفر عن خرائط هيدروغرافية جديدة لصخرة «أفوسيت» والمنطقة بين جزيرة حنيش وباب المندب، حيث تم تطوير مسارات جديدة للسفن أكثر أمناً في جنوب البحر الأحمر المعروف بوعورة الطرق الملاحية». وأضاف أن الهيئة أسهمت في إنتاج خرائط جديدة لميناء بورتسودان في جمهورية السودان، وخرائط لساحل البحر الأحمر في اليمن وشرق جزيرة سوقطرة، إضافة إلى تقوية نظام المساعدات الملاحية في جنوب البحر الأحمر، كما جرى في عام 2006 افتتاح مركز للمساعدات المتبادلة للطوارئ البحرية في مدينة الغردقة في مصر، بهدف تسهيل تبادل المعلومات والتنسيق بين الدول الأعضاء في الطوارئ البحرية، إلى جانب بناء القدرات الإقليمية لمكافحة حوادث تسرب النفط أو المواد الضارة الأخرى للبيئة البحرية في الطوارئ البحرية، كما عمل المركز منذ إنشائه على بناء القدرات الإقليمية، إذ تم تدريب أكثر من 140 متدرباً، وأسهم في التصدي لحوادث التسرب التي وقعت عقب إنشائه. من جهة ثانية، دعمت الهيئة أخيراً المركز الإقليمي بنظام حاسوبي لتتبع بقع الزيت وتحديد سيناريوهات لأنظمة المكافحة والتحكم في حال التلوث بمثل تلك البقع فى أي منطقة في البحر، من خلال استخدام أساليب النمذجه الرياضية، مع التركيز على أحد السيناريوهات المحتمله للتلوث بالزيت والمواد الخطرة الأخرى في منطقة خليج عدن، نتيجه لعمليات القرصنه، والتخطيط لكيفية التعامل مع مثل هذه الحوادث.