تلقّت «الحياة» رداً من الروائية والكاتبة ليلى الأحيدب، على ما نشر في سياق حوار مع الشاعرة هدى الدغفق في ملحق «آفاق» الثلثاء الماضي. هنا نص الرد: تظل هدى صديقة عزيزة لكنها مخطئة في كثير مما ذكرته حول موقفي من المناصب الإدارية في مجالس الأندية الأدبية - أقول الإدارية لا القيادية – فلم أذكر يوماً لا في لقاء ولا حوار أن عضوية المرأة لمجلس الإدارة في النوادي الأدبية كافية وان عليها ألا تطالب بأكثر من ذلك! ما قلته إن هذه المناصب إدارية ولا رغبة لي شخصياً لسعي خلفها! ولو أردت أن أحصل على منصب إداري لذكرت ذلك علانية، ولا أعتقد أن رغبتي ستقابل بأي رفض من الأعضاء، خصوصاً أنني مارست هذا العمل الإداري كمديرة لإدارة الإعلام التربوي بإدارة التربية والتعليم بمنطقة الرياض لسنوات وما زلت. ولدي من الخبرة والتمكن ما يتيح لي ذلك، علاوة على أن الأصوات التي فزت بها ليست قليلة بل توازي ضعف ما فازت به الدغفق، لكني اختياراً وطوعاً نأيت بنفسي عن دوامة العمل المكتبي ورغبت بالعمل الثقافي الحر، من خلال اللجان الكثيرة التي يقوم عليها عمل النادي، فالمسألة تظل خيارات إنسانية وليست جنوسية وتحويل هذا الخيار إلى انهزامية أو تنازل، هو تكريس للدور القديم الذي اعتادت المرأة القيام به وهو «النواح» على الفرص المأخوذة و«العويل» على ما سيؤخذ لاحقاً، وبذلك نظل ندور حول نار (جلد الذات) محولين كل شراكة مع الرجل إلى معركة فيها منتصر وخاسر! وأتساءل هنا: هل تصنف المرأة بأنها الأكثر وعياً وانفتاحاً إذا تبنت موقف العداء مع الرجل دائماً؟ ألا يمكن التصالح مع فكرة الشراكة مع الرجل؟ خصوصاً في وقت مكنت فيه المرأة من إبداء صوتها ومنحت حقوقاً كثيرة، منها حق التصويت والترشح في مؤسسات الدولة الرسمية، ففكرة الشراكة تستوجب الإيمان بأن المرأة ند وصنو الرجل، لا أضعف منه ولا أقل كفاءة، ولا ينبغي التعامل مع هذه الفكرة بالنوايا الحسنة فحسب، وفي ذات الوقت لا ينبغي التعامل معها بأثر رجعي! بمعنى أن مبدأ الشراكة مع الرجل لا يستوجب من المرأة أن تحول هذه الشراكة إلى مديونية، عبر شعورها أن شراكتها ناقصة ما لم تحصل على ما حصل عليه الرجل في سنوات الاستبعاد والإقصاء! فدخولنا كنساء في الانتخابات وتمكيننا من التصويت والترشح مع الرجال حذو القذة بالقذة لا يتطلب منا كنساء أن نلهث خلف المناصب الإدارية والمالية، لتعويض السنوات التي أقصيت فيها المرأة عن هذه المناصب لإثبات قدرتها وجدارتها، فهذه القدرة ليست محل نقاش، لا قبل منح هذه الحقوق ولا بعدها، خصوصاً أن هذه المناصب ليس لها سلطة أعلى على القرار، فالقرارات في مجالس الأندية الأدبية هي قرارات جمعية وليست فردية، كما نصت عليها اللائحة الجديدة والتي يبدو أن الكثير منا لم يتمعن فيها جيداً. إن كنا ننتصر فعلاً لفكرة الشراكة فينبغي أن تكون خياراتنا بعيدة عن الجنوسة، بل إن استحضار هاجس «الجنوسة» في كل موضوع هو دليل على تقليدية موغلة في التكريس لدور المرأة القديم كلاطمة خدود.