اعتبرت عضوتا مجلس إدارة نادي الرياض الأدبي الجديد الروائية ليلى الأحيدب والشاعرة هدى الدغفق أن فوز أربع نساء في الانتخابات التي أجريت مساء الأحد الماضي، أعطى درساً جميلاً في فكرة الجدارة بعيداً عن الأدلجة والتمييز مؤكدتين أنه لن يتم الحجر بعد اليوم على آرائهن. وأعادتا إلى الذاكرة في حديث إلى «الحياة»، ذلك الخطاب الذي تقدمتا به خلال اجتماع مثقفي الرياض في النادي قبل سنوات. وقالت ليلى الأحيدب: «أبارك للثقافة عرس الرياض، واسميه كذلك لأن المرأة خرجت بأربعة مقاعد، ولأنه أعطى درساً جميلاً في فكرة الجدارة بعيداً عن الأدلجة والتمييز، وهي فكرة كانت سبباً في طغيان تيارات على أخرى في أندية أدبية مختلفة، هذا ما ينبغي أن نتداوله بعيداً عن بعض شوائب الصورة التي لا بد أن تكون، وهنا أصرّ على الحديث عن الأجمل وأترك ما قلَّ عن ذلك لمقبل الأيام كي يثبت جدارته أو ينفيه». ولفتت إلى ذلك اليوم الذي وقفت فيه هي وهدى الدغفق قريباً من باب النادي، «ما بين وقوفنا بباب النادي ذات يوم، ودخولنا إليه مسافة ليست قصيرة بما يكفي كي لا تذكر، وليست طويلة كي نتأسى عليها! أذكر مازلت تلك الظهيرة وأنا أعلم يقيناً أن ثمة اجتماعاً سيجرى مساء ذلك اليوم سيحضره مثقفو الرياض في النادي الأدبي بعد صدور تشكيلته الجديدة، ولم يهدأ بالي إلا عندما وقفت أنا وهدى الدغفق على بوابة النادي مؤكدتين حضورنا وبيدنا خطاب نريده أن يقرأ في ذلك الجمع، خمس سنوات مضت وها نحن نجلس على طاولة واحدة مع أعضاء المجلس، ولدينا من الأصوات ما يفوق بعضهم! هذا انتصار للثقافة وانحياز للعدل، وهذا مبهج ومفرح ويستحق الاحتفال، على رغم ما يثار من تخذيل أو تقليل من شأن هذه المشاركة بالحديث حول المناصب الإدارية والمالية وخلافه!»، مشيرة إلى أن الحصول على منصب مالي أو إداري «ليس هدفاً أسعى إليه لإثبات وجودي كمثقفة فاعلة، علاوة على أن ما تمت ترسيته تم بالتصويت ولم نكن أقلية كنساء، كنا نوازي النصف، يجب أن نؤمن بفكرة أن اتخاذ القرار شراكة، وأننا سنكون حاضرات لندلي بأصواتنا، ولن يحجر علينا أحد في أن نبدي آراءنا بما يحدث». وقالت إن مثقفي ومثقفات مكة «اتخذوا خطوات تصحيحية صارمة، عندما أصبح القرار محتكراً على رئيس النادي! فَهْمُنا لروح المشاركة يعفينا من طرح هذه الأفكار التخذيلية، ومع أنني لا أميل لفكرة الصراع مع المثقف ولست من الذين «يقدرون البلاء قبل وقوعه» إلا أنني على استعداد نفسي وعاطفي للدخول في مثل هذه الصراعات لو استدعى الأمر». فيما رأت هدى الدغفق أن نتيجة الانتخابات لم تبهجها، «وذلك لأنني توقعت في نادٍ يتبع العاصمة أن يكون للمرأة حضور أكثر فاعلية من حيث العدد والمنصب وإذا بي ألحظ اللعبة تتكرر، إذ يسيطر الرجال على المراكز إدارياً ومالياً وقبل ذلك رئاسياً. ذلك أحبطني جداً، إذ توقعت أولاً أن يدعم أعضاء مجلس الإدارة المرأة ويصوت أحدهم لها، والذي لاحظته أنه لم يتم التصويت للمرأة مطلقاً، إذ صوت بعضهم لبعضهم»، مشيرة إلى أن نصف العضوات «صوتن للرجل وهذا ما زاد من كم الإحباط في نفسي وعدم التفاؤل، كما توقعت أن تترشح إحدى الشابات لكن لم يحدث هذا، وهذا فاجأني ألا تُدعم الأصوات الشابة من الجمعية العمومية».