تسببت المنافسة الانتخابية بين حزبي «الحرية والعدالة»، الذراع السياسية لجماعة «الإخوان المسلمين»، و «النور» السلفي في توتر العلاقة بين الطرفين، خصوصاً بعد أنباء عن اشتباكات في بعض الدوائر بين أنصار الحزبين في جولة إعادة المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، ما دعا مجموعة من شباب التيار الإسلامي إلى طرح مبادرة أطلقوا عليها «الإخوان السلفيون» لتجمع أنصار الفريقين في محاولة لرأب الصدع بينهما. ودشَّن الداعون إلى المبادرة موقعاً على الإنترنت للتواصل مع أعضائها وصمموا شعاراً أقرب إلى شعار جماعة «الإخوان المسلمين» الدائري، لكنهم استبدلوا السيفين المتقاطعين بسيف وريشة مغموسة في عبوة مداد، في إشارة إلى علم السلفيين، وذيلوه بعبارة: «وتعاونوا على البر والتقوى... قرآن وسنة بفهم سلف الأمة». وصمموا استمارة للعضوية ودشنوا حساباً على موقع «فايسبوك» لجذب المتحمسين لدعوتهم. واستعان هؤلاء بأقوال لدعاة سلفيين بارزين تركز على القواسم المشتركة بين الحركة السلفية وجماعة «الإخوان»، فنقلوا عن راغب السرجاني قوله إن «الإخوان والسلفيين هم أوس وخزرج هذه الأمة»، وعن محمد إسماعيل المقدم تأكيده أن «الإخوان» هم أقرب الناس إلى السلفيين، وتشديد أحمد النقيب على أن «نصر الإخوان هو نصر للإسلام». أصحاب الدعوة رأوا أن «الإخوان امتداد مدرسة الرأي والاجتهاد، أما السلفيون فهم امتداد مدرسة أهل الحديث». واعتبروا أنه «عندما يتوسع الإخوان في الرأي والاجتهاد، وحين تبعدهم المصالح عن الشرع، فإن منهج السلفيين سيردهم إلى الثوابت والقواعد، وعندما يتجمد السلفيون في رأي لا يناسب الواقع، يردهم الإخوان إلى الاجتهاد الملتزم بالشرع». ورأوا أن «المنهجين المتكاملين ليس للإسلام غنى عنهما، فالإخوان قمة التنظيم والنشاط، والسلفيون قمة العلم والالتزام، أما الإخوان السلفيون قمة العلم والنشاط والتنظيم والالتزام». وأعد القائمون على الدعوة الجديدة عدداً من الأشرطة المصورة التي تشير إلى إمكانية الاتحاد بين حزبي «الحرية والعدالة» و «النور»، فضلاً عن أشرطة لمؤسس «الإخوان» حسن البنا يقابله الداعية السلفي المعروف محمد المقدم. وطلبوا من كل أعضاء «الإخوان» والتيار السلفي الانخراط في هذه الحركة. وأبرزوا إلى حد كبير التعاون بين الطرفين في الانتخابات والتنازلات المتبادلة بين التيارين لمصلحة أحدهما الآخر. وانتقدوا تحول المنافسة في الانتخابات إلى «إسلامية - إسلامية». واجتذبت الصفحة على موقع «فايسبوك» أكثر من ثمانية آلاف عضو. من جهة أخرى، دافعت «الدعوة السلفية» في الإسكندرية عن اندماجها في العملية السياسية بعد أن كانت تعتبر أن المشاركة في الانتخابات ترشيحاً وتصويتاً غير جائزة شرعاً. وبرر الداعية السلفي ياسر برهامي المشاركة في العملية السياسية بأن «الديموقراطية التي قبل بها السلفيون آلياتها منضبطة بضوابط الشريعة، كما ورد في برنامج حزب النور»، مشدداً على أن «السلفيين لا يقبلون أن يكون الحكم لغير الله». وأضاف: «نقبل مسألة الانتخابات على ما فيها من بعض المخالفات، إلا أنها أقل مفسدة من ترك المجال للعلمانيين والليبراليين ومن يوافقونهم ممن ينتسبون إلى العمل الإسلامي».