دمشق - أ ف ب - ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان في حصيلة جديدة ان تسعة مدنيين قتلوا السبت في سورية برصاص قوات الامن، في ظل تحذيرات دولية من شن القوات السورية هجوماً على مدينة حمص. وقال المرصد الذي يتخذ بريطانيا مقراً: «قتل ثلاثة مدنيين بالرصاص في حمص (وسط) واثنان في درعا (جنوب) وأربعة في محافظة ادلب (شمال غرب)». وأوضح المرصد ان ثلاثة مدنيين قتلوا برصاص انطلق من حواجز قوات الامن في حمص، واثنين في قرى محافظة درعا في الجنوب. كما قتل اربعة مدنيين خلال مشاركتهم في تشييع قتلى في معرة النعمان في محافظة ادلب، شمال غربي البلاد. وأصيب سبعة بالرصاص في حماة، وسط سورية، وفق ناشط في المكان. وقال المرصد ان ثلاثة شبان من مدينة حرستا «استشهدوا تحت التعذيب» وكانت «الاجهزة الامنية قد اعتقلتهم قبل ثلاثة اسابيع»، موضحاً ان أعمارهم تبلغ 28 و37 و38 عاماً. كما تحدث المرصد عن حملة مداهمات نفذتها قوات الامن السورية في بلدة هجين في در الزور، قال انها «ترافقت مع اطلاق رصاص كثيف وأسفرت عن اعتقال 13 مواطناً». وقتل 41 مدنياً في سورية الجمعة بينهم 7 اطفال، وخصوصاً في ريف دمشق وفي حمص، وفق المرصد. وتفيد الاممالمتحدة بأن اربعة آلاف شخص قتلوا في سورية منذ انطلاق الاحتجاجات في آذار (مارس). وحذر «المجلس الوطني السوري» الذي يضم معظم تيارات المعارضة الخميس من حصول مجزرة في حمص التي تتعرض لحملة قمع عنيفة منذ اسابيع عدة. وأعربت الولاياتالمتحدة وبريطانيا عن القلق من مخاطر شن القوات السورية هجوماً على حمص. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند أول من أمس: «نشعر بقلق بالغ إزاء تطورات الاحداث في حمص. ووفق معلومات نشرت، فإن الحكومة (السورية) ربما في صدد التحضير لهجوم جديد واسع وشديد الخطورة على مدينة حمص». وأشارت نولاند ايضاً الى دعوة الجامعة العربية القيادة السورية للسماح بنشر مراقبين تابعين للجامعة في سورية. كما دعت دمشق الى السماح للصحافيين الأجانب بالدخول. وأضافت ان الرئيس الأسد سيعتبر مسؤولاً عن اي عمليات قتل ستجرى مع مواصلة القوات السورية هجوماً منذ تسعة اشهر تقول الاممالمتحدة ان اكثر من اربعة آلاف شخص راحوا ضحيته. وقالت ان نظام الرئيس الأسد امامه «فرصة ممتازة لإثبات انه ليس وراء اعمال العنف، غير ان من الواضح انه قرر عكس ذلك»، مضيفة انه «في حال وقع الهجوم (على حمص)، فإن (السلطات السورية) لا يمكنها التنصل من مسؤولياتها». وفي لندن، قال وزير الدولة البريطاني المكلف شؤون الشرق الاوسط أليستر بيرت في بيان الجمعة: «ان الحكومة البريطانية تعرب عن بالغ قلقها إثر معلومات عن نشر تعزيزات من قوات الامن وعربات مصفحة في مدينة حمص المحاصرة». وأضاف: «على الحكومة السورية ان تسحب على الفور قواتها من حمص والتصرف مع ضبط النفس». واضاف المسؤول البريطاني «نحن ندين الاستخدام المتواصل للعنف ضد المدنيين وندعو الحكومة السورية الى عدم تكثيف هذا الاستخدام اكثر». وتابع: «نحن مستمرون في التحرك مع شركائنا الدوليين لإدانة القمع في سورية ولدعوة الحكومة السورية الى الاستجابة لطلبات شعبها الشرعية. ان العنف غير مقبول ويجب ان يتوقف». وكان «المجلس الوطني السوري» حذر أول من أمس من «مجزرة» اتهم النظام بالتحضير لها في حمص. وقال ان «الدلائل الواردة عبر التقارير الإخبارية المتوالية ومقاطع الفيديو المصورة والمعلومات المستقاة من الناشطين على الارض في حمص تشير الى ان النظام يمهد لارتكاب مجزرة جماعية بهدف اخماد جذور الثورة في المدينة وتأديب باقي المدن السورية المنتفضة من خلالها». يذكر ان المدينة الواقعة في وسط البلاد تضم 1,6 مليون نسمة وتشهد انقسامات طائفية يقول «المجلس الوطني السوري» المعارض ان النظام يسعى لاستغلالها.