افتقدها الناس كثيراً، لأنها تحوي ضالة مشارب مختلفة من الهواة والسياح والأهالي، فهي أشبه بسوق حرة تضم أنواعاً من البضائع التراثية مثل الأدوات والحرف اليدوية، وتشمل بيع الحيوانات والطيور النادرة، وتحوي النباتات والأزهار ذات الروائح العطرية، وبعد أن فارقوها لأكثر من ثلاث سنوات جراء تطهير مركز الخوبة من المتسللين، ها هم اليوم سكان منطقة جازان يتدفقون على افتتاح سوق الخوبة الشعبية من جديد. كما تم افتتاح سوق الأغنام التي توقفت لأكثر من 13 عاماً، بصورة منظمة بجوار المسلخ المركزي في المركز، وذكر محافظ محافظة الحرث محمد هادي الشمراني أن الموقع الجديد لسوق الأغنام تم تنظيمه بشكل مميز، وأن السوق الشعبية ستكون أقوى وأفضل من السابقة، إذ ستكون هناك تنظيمات خاصة وترتيبات مجهزة بالتنسيق مع كل الجهات الحكومية والمعنية بهذا الخصوص، مشيراً إلى أن هناك عودة للحيوانات والطيور المتنوعة، وأنها ستكون متوافرة وقت ما تكون إجراءاتها سليمة كالكشف البيطري عليها وترخيصها بالشكل الصحيح. وقال: «هناك تنسيق ما بين الحياة الفطرية والأمانة والمحافظة بهذا الخصوص، ولهذا فنحن نشجع أن تكون بأيدٍ وطنية»، فيما أوضح الناطق الإعلامي باسم محافظة الحرث أحمد الزيلعي أن الموروثات الشعبية سيكون لها حضور قوي مثل السيوف والجنابي التي توجد حالياً في الأسواق الأسبوعية الأخرى مثل سوق أحد المسارحة وصامطة. وذكر أحد المهتمين عقيل جعفري أنه يتوقع أن تكون السوق أقوى بكثير من السابق نظراً لعودة سوق الأغنام التي أنعشت السوق في السابق، رغم إيقافها لمدة 13 عاماً، وأنها أشبه بسوق حرة فيها متطلبات كل الفئات، مشيراً إلى أن عودتها بشكل فيه ترتيب وتنظيم سيزيد من قوتها، ما ينعكس على زيادة الإنتاج الاقتصادي للباعة المرتادين للسوق، وأن الأسعار لن تكون منخفضة كالسابق، وأنه بعد الترتيبات الرسمية يتوقع أن تزيد الأسعار خصوصاً فيما يخص الحيوانات والطيور القادمة من الدول الأخرى. وأشار محمد هادي جبران إلى أن الأركان العطرية للسوق لها محبوها وزوارها من كل أبناء المنطقة، إذ إن ركن الأشجار العطرية تستحوذ على معظم أرجاء السوق، إضافة إلى موقعها المخصص، في حين لفت موسى الكليبي إلى أن من مقومات التبادل التجاري بتنوع السلع ستكون أقوى في السوق إذا كان مرتباً ومنظماً، إضافة إلى اشتياق السكان في الحرث وجازان بصفة خاصة والزوار من خارج المنطقة ودول الخليج عموماً، والذين تعودوا على زيارة هذه السوق منذ القدم سيكون لهم وجهتهم لهذه السوق وتذوق الأصناف المتعددة من المأكولات الشعبية وشراء الموروثات الشعبية والأدوات والآلات التي يستخدمها الأهالي في الماضي والحاضر سواءً في جازان أو اليمن. وقال نعيم هراش: «افتقدنا سوقاً شبه حرة جمعت بين جنباتها أفاعي الهند وأدغال أفريقيا وحضارات عدة، وها نحن ننتظر افتتاحها بكل شوق، ولن تكون هي نفسها سوق الخوبة قديماً، ولكن أتوقع أن يكون لها الاسم اللامع عالمياً وتوقعاتي أن نشاهد تقارير عالمية تصاغ في شاشات التلفاز والصحف والمجلات، وإن ما يلفت انتباهي في تلك السوق هي الحيوانات بأنواعها كالغزلان والأسود والنمور والضباع، إضافة إلى الطيور بكل أنواعها فما لم أشاهده في حياتي شاهدته في سوق الخوبة».