الكلمة هي النطق الساخر لكلمة يمكن، وهي انتشرت بين الشباب أهل المراسلات على برامج وأجهزة الاتصال، وجاء انتشارها بعد نشر مقطع صوتي على الإنترنت لمكالمة يبدو أنها مفبركة بين شاب وفتاة، تسأله عن شخص معيّن فيجيبها دوماً «يمقن ايه ويمقن لا»، ويقول البعض إن الكلمة نفسها تم التلاعب بها إلكترونياً حتى تسمع هكذا. الكبار استخفوا بهذه اللازمة المنتشرة بين إخوانهم وأبنائهم، وفريق الفتيان يراها أولاً لقطة مضحكة، ثم هو يراها – بوعي أو من دون وعي – طريقتهم في السخرية من واقع معاش على بعض الأصعدة التي تخصهم حياتياً. عدم الوضوح أو التأكد هو ما يرمون إليه، وليس عدم المعرفة، وتوقع أن تتغير الأشياء من دون سابق إنذار، أو تحتمل دوماً التنفيذ من عدمه، أو كما يقال في كثير من المحكيات العربية «مش فارقه معاه». هي ليست قضية لكن و«الحياة» الصحيفة هي الوحيدة التي تتبنى ملحقاً أسبوعياً لشباب الوطن العربي تشجعني على نقل اللفظة على الملأ، إنها تبدو في عين البعض «صرعة» لكنها في الحقيقة ثروة بحثية لو كان هناك تربويون نشيطون أو علماء اجتماع حقيقيون. لو تحدثنا بلغة أبنائنا «البيبية» نسبة إلى محادثات جهاز «البي بي» عما حولنا فما الذي يمكننا قوله؟ سنجد الكثير والكثير، ف «الحياة» وبقية الصحف حافلة بما يثير حالة «اليمقنة»، وهو فن الممكن الفكري والاجتماعي الذي «يمقن» بعيد، أو قريب من السياسة. نبدأ باهتمام رياضي، فسعد الحارثي «يمقن» ينجح مع الهلال ويثبت أن الإدارة والبيئة التنافسية تشعلان القدرات، وقد يفشل ويثبت أن الاحتراف ليس فقط البعد عن العواطف والانتقال للفريق المنافس بقدر ما هو فكر ممارسة الحياة والسلوكيات التي تعزز قدرات اللاعب الجسدية والذهنية، فنقول «يمقن» يلعب شوط احتراف، وشوط «كورة». وزارة التعليم العالي «يمقن» تنفّذ تهديدها وتعيد المبتعثات من دون محرم، و«يمقن» بعضهن أمهات كبيرات، وقطعن شوطاً في الدراسة، «يمقن» الوزارة تحسب لهن أشواطاً إضافية. موقع «عداد كم» الذي كتبت عنه الصحيفة قبل يومين «يمقن» يقفل لأساب فنية، ويمكن يكمل الشوطين من دون إصابات، عليه فقط أن يتحاشى التسديد في «الثمانيات». طلاب المدرستين المجاورتين للحطب والفحم في بريدة «يمقن» يتناوبون الأشواط بين الليل والنهار، على أن يكون طاقم التحكيم خارج وزارتي التربية والتعليم والبلديات، «يمقن» الدفاع المدني يتحرك، و«يمقن» لا. «الكفشات» الشبابية من المسلسلات، الإنترنت، ومن لغتهم الخاصة أحياناً، ليست دوماً عنوان استهتار، «يمقن» تكون أحياناً عناوين خطط لأي فريق يبحث عن الفوز من أول دقيقة في المباراة التنموية. [email protected] Twitter | @mohamdalyami