واشنطن - أ ف ب - أعلن مسؤول أميركي يتولى درس وثائق عثرت عليها وحدة كوماندوس أميركية داخل المنزل الذي شهد تصفية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد الباكستانية مطلع أيار (مايو) الماضي، أن الوثائق أظهرت أنه لم يضطلع بأي دور في قيادة عمليات التنظيم قبل فترة من مقتله. وقال المسؤول الذي لا يمكن كشف اسمه: «معظم الوثائق التي جمعناها تعبّر عن مواقف عامة، مثل ضرورة مواصلة الهجمات على الولاياتالمتحدة، والتساؤل عن إمكان الثقة بعناصر حركة الشباب الصوماليين».وأضاف أن «كتب بن لادن في مفكرة بتاريخ شباط (فبراير) 2010، متسائلاً عن ترفيع قائد بدلاً من آخر قتل خلال غارة نفذتها طائرة استطلاع، ولكنها لم تتضمن شيئاً عن إدارة عمليات القاعدة». وأوضح أن ثلث الأغراض التي نقلها عناصر الكوماندوس واحتوتها نحو 200 مفكرة ودفتر إضافة إلى أجهزة كومبيوتر ومفاتيح ذاكرة خارجية، أشياء خاصة وتتحدث بعضها عن جهود بذلتها إحدى زوجاته للعثور على زوج لإحدى بناته. وصرح المسؤول الأميركي بأن «القائد الفعلي لعمليات القاعدة والذي تولى شؤونها اليومية هو الليبي عطية عبد الرحمن، لذا شكل مقتله في إقليم شمال وزيرستان في 22 آب (أغسطس) الماضي انتصاراً لأميركا، وخسارة لا تقدر بثمن للتنظيم». في غضون ذلك، أعلن نواب وأعضاء في وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) خلال جلسة استماع عقدها الكونغرس أن العسكريين الأميركيين يعتبرون «الهدف الأول» لمتشددين ولدوا أو يعيشون في الداخل. وقال السناتور جوزف ليبرمان، رئيس لجنة الأمن الداخلي في مجلس الشيوخ، إن «المنشآت العسكرية في الولاياتالمتحدة استهدفها 33 اعتداء أو مشروع اعتداء معلوم، ما يمثل أكثر من نصف 54 اعتداء أو محاولة اعتداء جهادية داخلية أحصيت بين 11 أيلول (سبتمبر) 2001 و4 كانون الأول (ديسمبر) 2011». وأشار إلى إصرار الإدارة على رفض اعتبار هذه القضايا دليلاً على «التطرف الإسلامي العنيف»، علماً أن الجيش الأميركي يضم أكثر من 6 آلاف مسلم. وأوضح الكولونيل ريد سوير، مدير مركز الإرهاب في كلية «وست بوينت» العسكرية أن بعض المتطرفين يعملون منفردين بعيداً من أي تنظيم، بينما يتحول آخرون إلى التطرف داخل الجيش. وأدى إطلاق الرائد الفلسطيني الأصل في الجيش الأميركي مالك حسن النار داخل قاعدة «فورت هود» في تكساس (جنوب) عام 2009 إلى مقتل 13 من زملائه. على صعيد آخر، نقلت صحيفة «سودويتشه تسايتونغ» وشبكة التلفزيون الألمانية «آ آر دي» عن تحقيق أجرته وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) أن «الوكالة استخدمت حتى 2006 سجناً سرياً في رومانيا يعتقد بأنه استخدم في تعذيب معتقلين يشتبه في ارتباطهم بالقاعدة» وبينهم خالد شيخ محمد العقل المدبر المزعوم لاعتداءات 11 أيلول، وعبد الرحيم الناشري المتهم بتخطيط الاعتداء على المدمرة الأميركية «كول» عام 2000 وناقلة النفط الفرنسية «ليمبورغ». وكانت تقارير تحدثت مرات عن وجود مركز سري ل «سي آي أي» في رومانيا، وبينها وثيقة أصدرها مجلس أوروبا عام 2007. لكن بوخارست نفت هذه المعلومات.