شدّد الأمين العام ل «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك) عبدالله البدري أمس على أن المنظمة ستؤمّن العرض المطلوب من النفط في الأسواق تحت أي ظرف من دون أية صعوبات، لافتاً إلى أن السعودية تملك الإمكانات لرفع الإنتاج، كما أعرب عن أمله في عدم فرض الاتحاد الأوروبي حظراً نفطياً على إيران، مشيراً إلى صعوبة تعويض إمدادات إيران إلى أوروبا التي تقدر ب865 ألف برميل يومياً. وقال لصحافيين على هامش مشاركته في «مؤتمر البترول العالمي» المنعقد في قطر حالياً: «آمل في عدم حدوث أية مشكلات في مضيق هرمز تؤثر في إمدادات النفط»، وأضاف رداً على سؤال عن مدى تأثير أي ضربة عسكرية محتملة ضد إيران في إمدادات النفط في المضيق: «صحيح أن المنطقة تعيش توترات لكن يجب حماية السفن المارة عبر المضيق لأن المسألة تتعلق بأمن الطاقة العالمي». وحول إنتاج النفط الليبي قال البدري إنه يعود تدريجاً، لافتاً إلى أن طاقة الإنتاج الليبية ستبلغ 1.6 مليون برميل نفط في النصف الثاني من العام المقبل. وسئل عن السعر العادل للنفط وهل مئة دولار للبرميل تعبتر سعراً مناسباً للدول المنتجة، فرد أن «هذا السعر نسمعه باستمرار وهو ما يقوله المحللون والخبراء، لكن الدول المنتجة تبحث عن أسعار عادلة أكثر من ذلك». وقال: «ليس هناك هدف معين أو رقم تسعى المنظمة إلى الوصول إليه وإنما تبحث عن سعر يتماشى وقيمة السلعة الاستراتيجية ومدى الإقبال عليها، ويأخذ جميع الأعضاء في الاعتبار المشكلات الاقتصادية والاجتماعية التي تمر بها أعداد كبيرة من الدول». وأكد أن النفط سلعة استراتيجية وهي المورد الرئيس لدول «أوبك». لذلك، هي تسعى إلى بيعه بأسعار عادلة حتى تتمكن من زيادة التنمية في الداخل. وكالة الطاقة ورأت المديرة التنفيذية لوكالة الطاقة الدولية ماريا فان ديرهوفن أن ضبط الأسعار خاضع لحركة العرض والطلب، مشيرة إلى تأثر العرض بالأحداث التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وأكدت أن موضوع الإمدادات سيدرَس في الاجتماع المقبل ل «أوبك»، كما أشارت إلى وجود حوار مستمر بين المنتجين والمستهلكين، وحضّت الطرفين على الأخذ في الاعتبار ظروف الأزمة (المالية) العالمية الراهنة. وشهد مؤتمر البترول مناقشات شارك فيها عدد من الخبراء عن تزايد دور الغاز الطبيعي في تلبية الطلب المتزايد على الطاقة و «الدور الريادي» لقطر في مجال إمدادات الغاز، وأشاروا إلى أن إنتاجها من الغاز المسال بلغ 77 مليون طن سنوياً، وتوقع مختصون أن تتزايد نسبة الطلب على الغاز باعتباره طاقة نظيفة ومناسبة وصديقة للبيئة. وفي سياق هذه التفاعلات واصلت قطر لليوم الثالث على التوالي توقيع عقود جديدة مع شركات كبرى في مجال إمدادات الغاز، ووقعت شركة «قطر غاز» اتفاقاً مع شركتي «شوبو إليكتريك للطاقة» و «شيزوكا غاز» اليابانيتين تقوم بموجبهما قطر بتزويد اليابان بنحو ربع مليون طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً لمدة خمس سنوات ما بين 2016 و2021. وأبلغ مسؤول بارز في قطاع النفط السعودي وكالة «رويترز» أن المملكة أنتجت 10.047 مليون برميل يومياً من النفط الخام لا تشمل المكثفات في تشرين الثاني (نوفمبر) وهو ما تجاوز كثيراً تقديرات سابقة. وقال المسؤول الذي رفض ذكر اسمه: «تفاوت الإنتاج السعودي هذا العام إذ بلغ أكثر من 10 ملايين برميل (يومياً) في تشرين الثاني باستثناء المكثفات لارتفاع طلب المستهلكين». وكان مسح أجرته «رويترز» الشهر الماضي لإنتاج أعضاء «أوبك» قدّر إنتاج الخام السعودي في تشرين الثاني بنحو 9.45 مليون برميل يومياً ارتفاعاً من 9.40 مليون برميل يومياً في تشرين الأول (أكتوبر) و8.25 مليون برميل يومياً في تشرين الثاني 2010. وقال مايكل بولسن من «غلوبل لإدارة الأخطار»: «هذا أعلى مستوى إنتاج منذ 1980... كل الكميات الإضافية التي أنتجت إما استهلكت في الشرق الأوسط أو حملتها سفن متجهة شرقاً إلى النمور الآسيوية المتعطشة». وخلال المؤتمر قال وزير الطاقة والمناجم الجزائري يوسف يوسفي إن بلاده تنتج 1.2 مليون برميل يومياً من النفط الخام ولديها طاقة إنتاجية فائضة تبلغ 200 ألف برميل يومياً وتعتزم إضافة 100 ألف برميل يومياً من الطاقة الفائضة. استثمارات وقال رؤساء شركات نفطية عالمية إن ثمة حاجة لاستثمارات ضخمة في النفط والغاز وترشيد كبير للاستهلاك واستخدامات عملية لموارد الطاقة المتجددة لتلبية الطلب السريع النمو على الطاقة خلال العقود القليلة المقبلة. وفي لندن أعلن الرئيس التنفيذي ل «توتال» الفرنسية كريستوف دو مارجوري أن الشركة قد تنشئ أنبوباً نفطياً من جمهورية جنوب السودان إلى أوغندا ويمتد إلى ساحل كينيا فيما قد يحل أزمة الدولة الوليدة في تصدير النفط.