اختار الهلاليون نهجاً جديداً في التعامل مع أطراف الوسط الرياضي، يعتمد هذا النهج الغريب والعجيب على قائمة سوداء من دخلها لا يخرج منها بسهولة، ولم يسبق أن مارس الهلال طريقة التصنيف وطريقة المفاضلة وطريقة «إذا لم تكن معي فأنت ضدي». بدأت هذه القائمة بقناة «أبوظبي الرياضية»، بحجة أن الصوت الإعلامي الذي يمثل وجهة النظر الزرقاء مسالم ومثقف، وبدلاً من الإشادة والاعتزاز بهذا النموذج جعلوه نقطة ضعف منحتهم حق إعلان المقاطعة طوال الموسم الرياضي الماضي، وقد يكون للهلاليين بعض الحق في قضية اللاعب محمد الشلهوب عندما طرحتها قناة «أبوظبي الرياضية» وتجاهلت المهنية المفترضة، ولكن لا توجد أسباب أخرى تستدعي هذه المقاطعة وهذا الجفاء، بل إن مطالبتهم بصوت إعلامي يجيد المشاغبة والمكافحة والمنافحة عن الجانب الهلالي قد لا تتوافر، لأن الأقلام الصحافية الهلالية لها نموذجيتها المهنية العالية، وبالتالي لن تتوافر النوعية نفسها التي يطالب بها رئيس الهلال. قائمة الهلال السوداء غير المعلنة شملت عدداً من الكتاب وعدداً من الصحف وعدداً من الأندية آخرها نادي الاتفاق، إذ بدأ الهلاليون مفاوضة إدارة الاتفاق للاستفادة من خدمات اللاعب راشد الرهيب، فكان موقف رئيس الاتفاق واضحاً وصريحاً عندما أشار إلى وجود عرضين من الاتحاد والهلال والمفاضلة ستحددها مصلحة النادي، لكن الهلاليين أغضبهم هذا الموقف الاحترافي من رئيس الاتفاق وقرروا وضع النادي برمته في القائمة السوداء، فكان أول رد فعل من الهلاليين على طلب الاتفاق الاستفادة من خدمات اللاعب سلطان البرقان هو تقديم ستة ملايين ريال واللاعب الدولي عبدالرحمن القحطاني فوق البيعة، وهذا شرط تعجيزي، فالبرقان ليس دولياً، والقحطاني قيمته الفنية أكبر من البرقان مع احترامنا له، والستة ملايين ريال مبالغ فيها، أي أن موقف الهلال واضح وصريح ويتمحور حول فلسفة «لبوا طلباتي فوراً أو ادخلوا القائمة السوداء مع الداخلين»، وحتى انتقال المفرج للاتفاق جاء على غفلة من الهلاليين، على رغم أن موقفهم معلن بعدم منحه الفرصة للعب لأي فريق من الفرق المنافسة والاتفاق في مقدمها. ولم تشفع للأهلي مواقفه مع الهلال الموسمين الماضيين، فحرموا اللاعب من الذهاب للأهلي، لكنه اختار الاتفاق سراً وبشكل مفاجئ ومزعج للهلاليين. طريقة الهلال في التعامل تعتمد على منطق ولغة صعبة بعيداً عن المنهجية الاحترافية، نعرف أن هذا الكلام لا يرضيهم، وأن سياط النقد مرفوضة من الجانب الهلالي نهائياً، ونعرف أن القائمة السوداء قد تفتح أبوابها لي ولغيري مادام يخالف الطريقة التي يحبذها الهلاليون، ولكن النقد إذا أتى بصيغة الواقع فقد يجد طريقه وقد يجد القبول على مضض، لعل القائمة السوداء تختفي من القاموس الهلالي، ولعل ما كان يسير عليه الجانب النصراوي من بيانات ومقاطعات عبرة للهلاليين أفضل من ممارسة طريقة أعطوني ما أريد أو اقبلوا بقائمة سوداء. [email protected]