للعام الثالث على التوالي، استطاع برنامج «نجوم العلوم» ان يسلط الضوء على اختراعات عربية من شأنها أن تغير مجرى حياة كثيرين. ولا يكتفي البرنامج بتعريف الجمهور العربي الى هذه الاختراعات، إنما يساعد على تسويقها وتصديرها، بعد ان تُصنّع في قطر.وكان الجزء الثالث من البرنامج الذي تعرضه قناة «إم بي سي 4» اختتم الخميس الماضي بفوز المخترع المصري هيثم الدسوقي بجائزة 300 ألف دولار عن مشروعه الذي يحمل اسم VIVIFI. وهو عبارة عن ملصقات استشعار تعمل باللمس تحوّل أي جسم يُركّب عليه إلى شاشة لمس معتمدة على الطاقة التي تنتقل اليها من جسم الإنسان. وجمع الدسوقي أكثر من 35 في المئة من أصوات لجنة التحكيم بعدما أضيفت إليها أصوات الجماهير التي صوتت عبر الرسائل النصية. بينما ذهب المركز الثاني وجائزة ال150 ألف دولار للبناني زياد سنكري عن اختراعه (LIFESENSE)، وهو عبارة عن نظام يساعد في الكشف المبكر عن النوبات القلبية عن بعد، وذهب المركز الثالث وجائزة ال100 ألف دولار للمخترع الكويتي محمد الرفاعي عن اختراعه جهاز (KWILI)، وهو جهاز كي منزلي يعمل آلياً. وحلّ رابعاً المخترع التونسي محمد الشعري باختراعه (POWERWAVE)، وهو شاحن لاسلكي ل «الروبوت» العامل داخل أنابيب النفط. مصنع الأحلام وطوال الشهرين الماضيين اللذين عرض خلالهما البرنامج عاش المتنافسون مراحل متنوعة، إذ تنافسوا مع أكثر من 16 مشتركاً وصولاً الى الحلقة الختامية التي أطلق من خلالها المتنافسون الأربعة مشاريعهم رسمياً. الدسوقي الحاصل على المركز الأول أكد أن شعوره بالسعادة لم ينتظر لحظة الإعلان عن اسم الفائز، إذ بدأ بالظهور منذ لحظة قبول لجنة التحكيم مشروعه، ووصل أقصاه لحظة وضع اللمسات الأخيرة والمسمى لاختراعه. وقال: «لا أعتقد أن أياً منا قادر اليوم على إخفاء سعادته، فما حلمنا به لسنوات تحقق من خلال وضع بصمتنا على أعمال يفترض أنها ستخدم كثيراً من سكان العالم، يكفينا أن ننجح في إيصال رسالة للعالم مفادها أننا كعرب قادرون على منافستهم». من جانبه، شدد اللبناني زياد سنكري صاحب المركز الثاني على أن الدعم الكبير الذي وجده كل المشاركين طوال مراحل المسابقة أسهم في وصولهم اليوم للمرحلة التي تمكنوا من خلالها من صناعة منتج قادر على خدمة البشرية. وأضاف ل«الحياة»: «توفي والدي نتيجة لأزمة قلبية كان يمكن للأطباء مساعدته لو تم اكتشاف الاضطرابات القلبية التي عانى منها وأودت بحياته مبكراً لكن ذلك لم يحدث بسبب غياب التقنية القادرة على ذلك، ومنذ ذاك الوقت وأنا أبحث عن صناعة هذه التقنية، وبناء على هذه التجربة تخصصت في الهندسة الطبية وتركزت بحوثي على الأجهزة التي تخدم أطباء القلب والأمراض الصدرية، وعملت في أميركا وقدمت عدداً من الدراسات قبل أن تتوافر لي الفرصة الحقيقية من خلال برنامج «نجوم العلوم» الذي فتح لي باب الابتكار وأعطاني الفرصة للقاء الخبراء والاستفادة من رأيهم، وبالتالي صناعة الجهاز الذي بحثت عن صناعته طوال أعوام»، متمنياً أن ينجح اختراعه في الوصول لكل محتاج وأن تكون أسعاره في متناول الجميع، خصوصاً أن استخدامه لشهر كامل لا يكلف أكثر من 300 دولار أميركي ما يعادل عشر الكلفة التي يتحملها المريض في ما لو بقي في المستشفى لمدة شهر كامل تحت مراقبة أجهزة قياس النبضات القلبية. اما الكويتي محمد الرفاعي، فقال: «من خلال حاجات الناس اليومية تولدت لديّ فكرة صناعة «كويلي»، وهو الجهاز الذي يقوم بمهمة كي الملابس أوتوماتكياً، إذ أجريت أكثر من استطلاع للرأي في مناطق كويتية ووجدت أن الكي إحدى أصعب المهمات المنزلية اليومية، لذا شعرت بأن وجود جهاز كهذا يوفّر الكثير من الوقت والجهد على ربات المنازل أو حتى الرجال الذين يقومون بهذه المهمة بأنفسهم، كما أنه سيجنبهم الأعباء المادية التي تترتب على إرسال ملابسهم إلى المحلات لكيها، وهو عملية مكلفة إذا استمرت». وأوضح أن سعر الجهاز الذي صنعه يفترض ألا يزيد على 500 دولار، وهو مبلغ منخفض وفق رأيه. وعن أهم المساعدات التي قدمها له البرنامج، قال: «تحتاج صناعة مثل هذا الجهاز إلى معدّات ضخمة، وعلى رغم امتلاكي معملاً خاصاً في المنزل، إلا أنني عاجز عن توفير مثل هذه المعدّات، بينما وفرها لي برنامج «نجوم العلوم». دعم الشباب التونسي محمد الشعري اصرّ على أن العرب قادرون اليوم على منافسة الغرب في تقديم عدد من الابتكارات التي تخدم العالم، لكنهم يحتاجون الى فرصة حقيقية كتلك التي أتيحت لهم، وقال: «على رغم أنني كنت أملك الفكرة المناسبة لصناعة «بور ويف»، إلا أنني كنت سأفشل لو لم أجد الفرصة المناسبة والدعم المطلوب لتنفيذ مثل هذا العمل المعقد». وأضاف: «أعمل في شركة نفط، وأدرك جيداً ان تعطل «الروبوت» داخل أنابيب النفط يكلف الشركات ملايين الدولارات إذ يتوقف العمل بانتظار قطع الأنبوب وسحب «الروبوت»، ما تترتب عليه خسائر كبيرة، إضافة إلى الكلفة الناتجة من التعديلات». وأوضح أن استخدام هذا الاختراع لا يقتصر على الشركات المصنعة للنفط، إذ يرى أن الجهاز كان سيخدم اليابان كثيراً في الكارثة التي تعرضت لها مفاعلاتها النووية أخيراً، إذ أرسل الخبراء رجالاً آليين لتبريد المفاعلات خشية انفجارها، لكن ال «روبوتات» كانت تصل إلى المفاعل موصولة بسلك كهربائي يوفر لها الطاقة، ما يعني أن اليابان ستضطر الى التخلص من هذه التوصيلات مع نهاية العملية إما بدفنها وإما بإلقائها في البحر مسببة تلوثاً يمتد الى خمسين عاماً، بينما تمد «بور ويف» الطاقة ل «روبوت» عن بعد، ما يُخلص من خطر التلوث.