ناقشت مستوى وعي لمسته لدى بعض المراهقين من خلال رسائلهم أثناء الإجازة الاستثنائية التي هطل فيها المطر، وعاتبني البعض أن لم أتطرق لروح الفكاهة أيضاً، وتطرق لها غيري من الزملاء، لكن الدكتورة سحر التويجري تلفت في تعليقها على «مدرسة المراهقين» إلى الجانب الآخر السلبي، للمراهقين والكبار، وهو جانب يعطينا كما فعل دائماً مؤشراً لمستويات التحضر، التعليم، واحترام الأنظمة، الناتج من قوة تطبيقها، وتأهيل من ينفذها. تقول: «في شرق الرياض حيث كتب الله أن أعمل، استغرقت رحلة عودتي للمنزل ثلاث ساعات بدلاً من الأربعين دقيقة المعتادة، والسبب بالتأكيد لم يكن المطر والذي كان منهمراً بغزارة في تلك الفترة (5-8 مساء)، ولا تجمع المياه والذي كان معقولاً نسبة إلى ما يحدث كل عام، بل أنسبه وبناء على ما شهدته بنفسي إلى غوغائية سلوك البعض في مثل ذلك اليوم»، «فنحن موظفون كتب الله علينا الانتهاء من أعمالنا في الخامسة ومن ثم العودة إلى منازلنا، ولكن من كتب على الذين كدسوا عوائلهم في السيارات وانطلقوا يزاحمون البشر ويتصرفون بغوغائية في قطع الإشارات والصعود فوق الأرصفة والاستدارة في الاتجاه المعاكس... و... و... ما رأيته... يتطلب من الدفاع المدني وشرطة المرور (التي لم يكن لها أي أثر) أن يحتسب تصحيح مثل تلك السلوكيات ومراقبتها والضرب بيد من حديد ومخالفة مرتكبيها بأقصى المدفوعات واعتبار مراقبة مثل ذلك السلوك الغوغائي أولوية مثل باقي الأولويات ناهيك عن نشر الوعي بخطورة ونتائج مثل ذلك السلوك»، انتهى كلامها. شخصياً اشك في الحجة القائلة انه الشوق للمطر، فذلك الشوق يمكن إرواؤه من شرفة المنزل، فنائه، أو حتى سطحه لسكان الشقق وهم كثر، إنها رغبة في استغلال المناسبة، أي مناسبة، لإظهار الشغف بمخالفة النظام المروري أكثر من غيره، فضلاً عن أنظمة وأعراف اجتماعية وأخلاقية كثيرة. أضيف إلى الصورة في المدينة المنقولة من المواطنة أعلاه إلى الصورة خارجها، حيث تطالعنا بعض الصحف بصور الأودية في أول جريانها، وفي وسطها سيارات تواكب مسيرة الماء رغم كل التحذيرات من الدفاع المدني، صورة تعكس نمط التحدي وروح مغامرة اعتبرها شخصياً غبية ومتخلفة، فأقل ما يجب هو الوقوف على ضفاف الوادي إن كان لا محالة، فالغيم في السماء، والمطر ينهمر، وصاحب الروح الصحراوية المدعاة يحمل معه عائلة كاملة وبالتأكيد هو لا يحمل قارباً في سيارته. هناك تواز وتقاطع بين مسألتي «المرجلة»، والمسؤولية عن الأسرة وأمانها وتربية أطفالها على مبادئ سلوكية خلال الظواهر الجوية، ففي كثير من الحالات تحولت المتعة اللحظية والنشوة بالماء إلى مآس حقيقية ذهبت فيها الأرواح، وتعذبت لأجلها أنفس كثيرة. المرور والدفاع المدني والبلديات جهات رقابية وتنفيذية وسمها ما شئت، لكن المسؤولية الشخصية عن الأرواح والممتلكات والاستهتار بها، ماذا نسميها. [email protected] Twitter | @mohamdalyami