أكثر ما يحزن المتطوعين السعوديين، في هذا اليوم، هو عدم وجود مظاهر مميزة أو فعاليات لافتة تشارك العالم احتفاله باليوم العالمي للتطوع، إذ شدد العديد من المتطوعين على أن العمل التطوعي عنصر رئيسي في عملية تكامل وتكافل المجتمع، خصوصاً أن المجتمع السعودي شهد تحديات جمة خلال الأعوام الأخيرة استدعت استقطاب المتطوعين والمتطوعات، داعين إلى تعميق مفهوم التطوع وتقويم جهود المتطوعين لتشجيعهم وإشعارهم بقيمة وأهمية المهارات والمبادرات التي يقومون بها، خصوصاً أن العمل التطوعي يعد من أسمى الأعمال الإنسانية لأنه عمل بلا مقابل مادي، سوى أنه رغبة نابعة من الذات في العطاء والتضحية من أجل الآخرين. وفي ظل غياب الاحتفال بيوم التطوع محلياً، ما زالت تفاصيل قصة الشابة السعودية ريم النهاري (25 عاماً)، المعلمة التي أنقذت طالباتها ثم قضت نحبها في حريق المدرسة، حاضرة لدى الشارع السعودي الذي اعتبرها «رمزاً وطنياً» جسدت أعظم معاني التضحية والإيثار، خصوصاً أنها كانت تنقذ طالبات الروضة بإلقائهن للرجال الواقفين أسفل المدرسة، وعندما أنجزت مهمتها ألقت بنفسها إلى الأسفل، إلا أنها تعرضت إلى إصابة قوية في الرأس، لتنتقل إلى رحمة الله، قبل أن يصل بها المسعفون إلى المستشفى. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قال في رسالة له بمناسبة «اليوم الدولي للمتطوعين»، إن استهلال ميثاق الأممالمتحدة يذكرنا بعبارة «نحن شعوب الأممالمتحدة» بأن إيجاد الحلول للتحديات العالمية ليس من المهام التي تتولاها الحكومات فقط، بل أيضاً الأفراد والمجتمعات المحلية والمجتمع المدني، مضيفاً: «بمناسبة اليوم الدولي للمتطوعين، نعترف للمتطوعين بما يبدونه من تفان في العمل، وبروح الخدمة العامة المثيرة للإعجاب التي يتحلون بها، وبما يبذلونه من جهود على نطاق واسع من أجل النهوض بأهداف الأممالمتحدة». ولفت إلى أنه بتجاوز سكان العالم ل «عتبة سبعة بلايين نسمة هذه السنة، يجب علينا الإفادة مما لكل فرد من إمكانات يسخرها لمساعدة الآخرين. فبوسع كل فرد أن يأتي بالتغيير. وللتطوع أهميته في هذا الشأن»، مبيناً أنه في شتى أنحاء العالم، «يسهم الملايين من المتطوعين في النهوض بالتنمية المستدامة وفي توطيد السلام».