سيظل نادي الاتحاد في «مهب الريح» مهما تغيرت الأجهزة الفنية والإدارية، ومهما تعددت القرارات، ما دامت صحافة المركاز هي التي تحدد استراتيجية العمل بالنادي. أتى مجلس الإدارة الجديد بقيادة اللواء محمد بن داخل وتوقع الجميع أن يخجل اصحاب المركاز، الذي يشتغل ضد النادي بالآلية نفسها والفكر نفسه منذ 30 عاماً بطريقة أقل ما يقال عنها «ابتزاز» وسوداوية بغيضة، وتوقع الجميع أن يهرب المجلس الجديد من ظل هذه الصحافة المريضة التي لا يعجبها العجب، ولا يرضيها أي جهاز فني ولا أي جهاز إداري حتى لو أتوا من جزر واق الواق، لكن إعلام المركاز لم يخجل من ممارساته، ومجلس الإدارة لم يهرب من هذا الظل المخيف، بل ارتمى في أحضان هذا الإعلام المكشوف والمعروف من سنين طويلة. نعم ارتمى ابن داخل ونصيف في أحضان هذا الإعلام فسيرت القرارات المتسارعة المجلس، وزاد من هول الصدمة تلك التصريحات الرنانة، الرئيس يقول لا أقبل أن يسيرني أحد بريموت كونترول، وهي نغمة مستعارة من الإعلام ذاته الذي ورطه وورط الكثير قبله، والنائب يتنكر لدعم الداعم وليته سكت أو دفع ما يعوض 1 في المئة مما كان يأتي. ابن داخل اراد ان يفرد عضلات الذات وشعور «الأنا» فشطح بتصريح الاستقلالية، وهذا لم يحدث من رئيس الأهلي أو رئيس الشباب كمثال لأنهم يعرفون قيمة ومكانة الداعم الأساسي، بينما ابن داخل اراد أن يكسب الصوت الإعلامي النشاز فتركه البقية على البلاطة، ولم تكن هفوته التصريح فقط بل سارع بعد الخروج من الآسيوية في تسريح أبناء النادي (حمزة - خليفة- فرحان)، ثم الجهاز الفني من أجل كسب ود الإعلام الذي يتفنن في زرع الفتن والقلاقل، بينما لم يحدث شيء من هذا الأمر في نادي الهلال الذي خرج من البطولة على يد الاتحاد، وبطريقة مرة ومحرجة لناد دفع اكثر من 200 مليون ريال من أجل البطولة الآسيوية، لأن البطولات المحلية في متناول الهلال إن لم تكن كلها فأهمها. الثنائي ابن داخل ونصيف يقودان النادي لأسوأ مرحلة في تاريخه، بعد حقبة العشرين سنة المظلمة التي أتت بفعل فاعل، ويبدو أن هذا الثنائي يكرر المشهد على طريقة ابن خلدون في مقدمته الشهيرة «التاريخ يعيد نفسه». [email protected] twitter | @s 1964saleh