نفى أمين عام مكتبة الملك فهد الوطنية علي الصوينع ما ورد من تناقضات في إحصاءات عدد الكتب المترجمة في السعودية بين إفادته وإفادة رئيس مجلس الجمعية العلمية السعودية للغات والترجمة الدكتور أحمد البنيان في رصده لتطور حركة الترجمة في المملكة العربية السعودية، إذ ذكر البنيان، في ندوة أقيمت أخيراً حول واقع الترجمة في مكتبة الملك عبدالعزيز العامة، أن مجموع الكتب المترجمة لا يتجاوز (1260) كتاباً في ال(70) عاماً الماضية. وقال الصوينع في سياق نفيه لإحصائية البنيان أن «الإحصائية التي أعدتها المكتبة للنشر تثبت بأن عدد المترجمات تجاوز (2200) كتاب خلال ال (42) عاماً الماضية فقط». وأضاف: «بحكم أن مكتبة الملك فهد الوطنية هي الهيئة المسؤولة عن حفظ الإنتاج الفكري السعودي وتوثيقه؛ فقد رصدت الكتب المترجمة إلى اللغة العربية في المملكة، وأصدرت ذلك في عمل مرجعي ببلوغرافي عام 1429ه-2008، يضم (2218) عنوانًا من الكتب المترجمة من جميع اللغات، وفي مختلف الموضوعات العلمية والفكرية التي أصدرتها دور النشر التجارية والحكومية خلال (42) عامًا، منذ عام 1966-2007، أي بمعدل (52) كتابًا سنويًا». وأشار أمين مكتبة الملك فهد إلى أنه «ينبغي الملاحظة تزايد وتيرة حركة الترجمة خلال السنوات القليلة الماضية بسبب نمو النشاط المعرفي والحراك الثقافي وزيادة الحاجات المعلوماتية للتعليم والتنمية بشكل عام»، مستدلاً بسجلات الكتب المودعة في مكتبة الملك فهد الوطنية على أن «المتوسط السنوي للكتب المترجمة في المملكة حاليًا يصل إلى حدود100 عنوان جديد». مستدركاً في الوقت نفسه بأن «معدلات نمو حركة الترجمة إلى اللغة العربية وفي البلاد العربية بشكل عام تظل محدودة أو ضعيفة، بالمقارنات القياسية مع المعدلات الدولية بحسب الأطر الجغرافية والسكانية». وكانت مكتبة الملك فهد الوطنية أصدرت حديثًا الجزء ال14 من «الكشاف الوطني للدوريات السعودية» الذي أعدته إدارة التكشيف والببليوجرافية الوطنية، وذلك ضمن سلسلة الأعمال التوثيقية والمرجعية. ويضم الكشاف حصرًا وتوثيقًا لعدد (6446) بحثًا ومقالة مما صدر في المجلات والدوريات السعودية خلال عام 1425ه- 2005، ويقع في مجلد من 841 صفحة من القطع الكبير. وبه الكثير من الموضوعات الدقيقة، إلى جانب المسارد الإلحاقية التي تُسهّل عملية الاسترجاع والوصول إلى أسماء الكتاب والموضوعات. ويمكن استرجاع محتويات الكشّاف عبر الفهرس الإلكتروني على موقع المكتبة الوطنية. من جهة أخرى، أظهرت إحصائية سنوية رصدتها المكتبة إلكترونياً زيارة ما يزيد على نصف مليون متصفّح يستفيدون من موقع مكتبة الملك فهد الوطنية سنوياً للاطلاع على الفهارس وتصفح المحتويات الإلكترونية لمئتي كتاب من إصدارات المكتبة. وبلغت الدول التي قامت بزيارات إلكترونية للموقع أكثر من (150) دولة، ما يجعل ترتيب المملكة بحسب مراجعة مواقع المكتبات في العالم تأتي على رأس القائمة، بعدها أميركا، ثم عدد من الدول العربية إضافة للصين وبريطانيا وألمانيا وإيران ودول أخرى. يذكر أن الفهرس الإلكتروني لمكتبة الملك فهد الوطنية يعد أكبر فهرس عربي لمكتبة واحدة بما يحويه من عناوين الكتب والمصادر السعودية والعربية والأجنبية بلغات متعددة؛ إذ تقترب محتوياته من 400 ألف عنوان.