بدأ الجدل في الجامعات السعودية حول حظر التدخين في الحرم الجامعي يتخذ من وسائل التواصل الاجتماعي ميدانا لجمع المؤيدين لكل اتجاه، خاصة بعد دخول المنع حيز التنفيذ مع بداية العام الهجري الجديد، ما يشير إلى تكون مجموعات تحمل مطالب مع أو ضد التدخين، ويتوقع أن يشارك فيها أساتذة وموظفون بعد أن شملهم القرار، وتحديد عقوبات للمخالفين، بالرغم من عزم «الوزارة» بالتعاون مع وزارة الصحة بتوفير عيادات تساعد منسوبي الجامعات في الإقلاع عن التدخين. واعتبر طلاب أن القرار جاء متأخرا جدا في الجامعات السعودية، إلا أن آخرين يرونه تدخلا في الشؤون الخاصة للمدخنين، وأن قرار المنع لم تسبقه أية تحذيرات أو تمهيد لهذا الحظر، مطالبين الجهات المعنية ب «فتح عيادات متخصصة لعلاج المدمنين عن أضرار التدخين الجسيمة»، مخصصاً الأمر في أوله على «علاج الطلبة ومنسوبيهم». وذكر مؤسس حملة «جامعات بلا تدخين» الطالب بجامعة الملك عبد العزيز فهد المالكي أن الطلاب غير المدخنين فرحوا بالقرار، كنوعاً من التأييد لما جاء في الحملة التي قاموا بها. معتبرا أنها «بادرة غير مسبوقة على مستوى المملكة من أجل التقليل من مضار التدخين في المجتمع». وأشار إلى أن تقريرا أعدته الجمعية الخيرية للتوعية بأضرار التدخين في مكةالمكرمة، ذكر أن «السعوديين يستهلكون أكثر من 40 ألف طن من التبغ سنوياً، بكلفة مالية تجاوزت 12 بليون ريال»، مشيراً إلى أن «معدل التدخين في السعودية وصل إلى 2130 سيجارة للفرد (المدخن) سنوياً، فيما وصلت قيمة الإنفاق اليومي على التدخين قرابة 18 مليون ريال»، مبيناً أن «عدد المدخنين من الرجال تجاوز ستة ملايين مدخن، وبنسبة فاقت 45 في المئة، ليجعل المملكة تحتل المركز 29 عالمياً في أعداد المدخنين». وكانت «الحياة» أشارت في عدد سابق تحت عنوان «دعوات إلكترونية إلى «عزل المدخنين» وحظر التبغ في الجامعات السعودية» عن حملة أطلقها جامعيون يدعون فيها إلى «جامعات بلا تدخين». وأشار المالكي إلى أن «فكرة الحملة جاءت بعد ملاحظتنا لتكاثف الشباب نحو البوابات، للتدخين، وأحيانا يرافقهم الأساتذة»، معتبراً وقوف الأطباء وأساتذة التدريس مع الطلبة للتدخين «عاملاً سلبياً، يحول دون ان يكون مجتمعنا صحياً، خالياً من الأضرار»، ملقياً باللوم على وزارتي الصحة والتعليم العالي، اللتين «لم تمارسا جهوداً كافية، لرفع رسوم استيراد التبغ، أسوة في الدول الغربية. وذكر «مؤسس الحملة» التي انطلقت في 21 ديسمبر 2011 «فوجئت قبل أسابيع بخبر منشور في الصحف السعودية بالقرار الصادر»، مضيفاً أن «اجتماعاً جرى بين وزارتي الصحة والتعليم العالي تم قبل القرار بشهور يفضي بمنع التدخين من جميع جامعات المملكة». وأعرب المالكي عن سعادته «حققنا بصمة في الوطن، وأثرت الحملة التي قمنا بها في مواقع الفايسبوك وتويتر وعلى الموقع الالكتروني الخاص بالحملة في صدور القرار»، متمنياً أن «يتواصل المسؤولون معه لتكثيف الجهود وتوثيق المبادرة التي قاموا بها»، مستفهماً «بالرغم من سعادتي إلا أنني مستغرباً من عدم تواصل الجهات المعنية بأعضاء الحملة لابراز نشاطنا يداً بيد». وقال: «يحق لنا أن نقول بأننا نجحنا بحمد الله في هذه الحملة إما بالتأثير على المسؤولين في إقرار هذا المنع، أو في إيصال رسالة معينة، تساهم في هذا القرار، وستطبق عقوبات معينة على المخالفين للنظام». وتضمن توجيه وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري، أخيراً ب «استكمال الإجراءات التنفيذية اللازمة لمنع التدخين في جميع مرافق الجامعات طلاباً وموظفين، مطالباً بتنوع برامج ومشاريع الجامعات السعودية الخاصة بالتوعية بأضرار التدخين على الصحة والمجتمع». وعبر بعض الطلبة المدخنين عن استهجانهم بسبب منعهم من التدخين داخل الحرم الجامعي. وتساءل عمر المحمد عن أسباب المنع؟، مبيناً من وجهة نظره أن «الأمر شخصياً»، فيما تعامل خالد الدوسري مع الأمر بنوع من الفكاهة، مشيراً الى أنه «سيستبدل السيجارة بالقلم عوضاً عنها»، واعترض أسامة سمير على «الحملة من منطلق عدم استباقها بالتوعية»، داعياً الى «تكثيف وسائل التوعية لئلا يضطر الطلاب لممارسة الأمر في الخفاء أو الهروب خارج الحرم من أجل سيجارة»، فيما طالب عامر الفلفل ب «غرف للتدخين»، وأضاف «الأمر شكل مفاجأة بالنسبة له كونه من الفئة المدمنة على التدخين». وأبدى طلاب غير مدخنين سعادتهم بالقرار. وبين فهد الغامدي «إذا ما اعتبرنا أن المدخنين أقلية، فإن أسلوباً مثل منع التدخين داخل الحرم الجامعي سيسيطر على الأمر على أمل أن يقتنع كل طالب بما سيعود على صحته وجسده ونفسيته من راحة». وقال عصام الخالدي: «نعم نؤيد الأمر نحو حياة خالية من الأمراض»، وأضاف «لو يعلم الجميع أنني خسرت شقيقي بسبب سرطان الرئة، لأنه كان شرهاً في التدخين، لحطم كل مدخن سيجارته بحذائه». وذكر غسان الفهيد «استطعت أن أقنع صديقا لي بالإقلاع عن التدخين بعد أن قمت معه بمعادلة حسابية من خلالها اكتشف أن ربع مصروفه الشهري يلتهمه الدخان، إضافة لما ينهبه التدخين من صحته وسعادته ونفسيته».