اطلق جامعيون حملة «جامعة بلا تدخين» من خلال موقع الكتروني، ودعوا وزارة التعليم، إلى إصدار قرار بمنع التدخين في حرم الجامعات السعودية، يشمل الطلبة وأعضاء هيئة التدريس والموظفين والإداريين. واقترحوا «إيجاد مساحات مُخصصة للمدخنين، في أماكن معزولة». فيما كشفت إحصاءات وردت في الخطة الخليجية لمكافحة التبغ في دول مجلس التعاون الخليجي، أن نسبة طلاب الجامعة المدخنين من الذكور في المملكة، بلغت 37 في المئة، فيما وصلت بين الجامعيات 10 في المئة من العدد الكلي للطالبات». وأبانت دراسات عدة، أن نسبة طلاب المدارس المدخنين من المرحلتين المتوسطة والثانوية، تراوحت بين 15، و25 في المئة. فيما تراوحت بين الطالبات بين ثلاثة إلى خمسة في المئة، مع احتمال قوي بزيادة هذه النسب، نظراً لأن الطلاب والطالبات يخفون اعترافهم بالتدخين، حتى لو أمنوا سرية المعلومات من الباحثين». ويستهلك السعوديون 40 ألف طن من التبغ سنوياً. ويوجد في المملكة نحو ستة ملايين مدخن. وانطلقت فكرة حظر التدخين في الجامعات، من طلبة يدرسون في جامعة الملك عبد العزيز في جدة، عبر حملة أطلقوها على شبكة الإنترنت، بكل وسائلها، للمطالبة بمنع التدخين بين فئة الشباب. وقال الطالب في قسم الفيزياء فهد المالكي: «إن البداية جاءت من خلال فكرة برنامج «جامعات بلا تدخين»، بعد ان لاحظنا توافد الشباب نحو البوابات، للتدخين. وأحياناً يرافقهم الأساتذة»، معتبراً وقوف الأطباء وأساتذة التدريس مع الطلبة للتدخين «عاملاً سلبياً، يحول دون ان يكون مجتمعنا صحياً، خالياً من الأضرار»، ملقياً باللوم على وزارتي الصحة والمال، اللتين «لم تمارسا جهوداً كافية، لرفع رسوم استيراد التبغ، أسوة في الدول الغربية». وأبدى الطلاب، حماساً لبدء الحملة الإلكترونية، من خلال إنشاء موقع على شبكة الانترنت بمسمى «جامعات بلا تدخين». وقال المالكي: «حين وجدنا تجاوبَ ما لا يقل عن ألفي مؤيد، ضاعفنا جهودنا، بتطويع رسالتنا لمواقع أكثر إقبالاً، مثل «تويتر» و»فيسبوك»، بهدف تنبيه الشباب إلى مخاطر التدخين، وأضراره الجسيمة». ونوه إلى ان «الكثير من الشباب يطالبون الجهات المعنية بفتح عيادات متخصصة لعلاج المدمنين على التدخين»، مطالباً ببدء تفعيل الأمر في الجامعات «لعلاج الطلبة ومنسوبيها». وتظهر إحصاءات صادرة عن جهات رسمية، إضافة إلى استشاريين وأطباء، «مخاوف جدية» من الآثار المترتبة على تنامي ظاهرة التدخين في المجتمع السعودي، وأبرزها زيادة أعداد المصابين بالسرطان. إذ أظهرت إحصاءات السجل الوطني للأورام في السعودية ان نسبة المدخنين في المملكة من البالغين (ذكوراً وإناثاً) وصلت إلى 21.6 في المئة، ما يضع المملكة في المرتبة السادسة عالمياً». وكشفت الإحصائية عن «بروز ثلاثة أنواع من السرطانات التي لها علاقة في التدخين، إذ تم تسجيل 2350 حالة سرطان للرئة في المملكة، بينها 1741 سعودياً، منهم 374 امرأة، بين عامي 1994 و2000». وأوضحت الإحصاءات، أن «نسبة حدوث سرطان الرئة لدى النساء تبلغ 13 في المئة، ويموت منهن 23 في المئة. وتعتبر الرئة أكثر جزء في جسم الإنسان تأثراً بالقطران وأول أكسيد الكربون في التبغ. وتم تسجيل 1681 حالة سرطان للفم بين العامين 94 و2000. وسجلت 1854 حالة سرطان للمثانة البولية خلال الفترة ذاتها. كما يؤثر التدخين على نضارة البشرة ورونق الشعر وجماله».