سلمت القوات الاميركية العراق مجمعات قصور رئاسية قرب مطار بغداد، وقاعدة أم قصر البحرية، في إطار المراحل النهائية لانسحابها من هذا البلد. وحضر نائب الرئيس الاميركي جو بايدن ورئيس الجمهورية العراقي جلال طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي وعدد من كبار السياسيين احتفالاً في قصر الفاو قرب المطار، تسلمت خلاله القوات العراقية مجمعاً للقصور الرئاسية. وجدد بايدن الذي كان وصل إلى العراق اول من امس في زيارة مفاجئة، تأكيدَه متانة العلاقات بين البلدين خلال المرحلة المقبلة في نطاق الاتفاق الإستراتيجي بينهما، مشيداً ب «التضحيات التي قدمها الجنود الاميركيون والعراقيون لإرساء الديموقراطية». وبالتزامن مع هذا الاحتفال، أقامت البحرية الاميركية إحتفالاًً مشابهاً في ميناء ام قصر في اقصى جنوب العراق لإنزال العلم الاميركي ورفع العراقي على الميناء الذي يُعَدّ آخر القواعد الباقية في يد الأميركيين. وقال قائد القوات البحرية الاميركية في العراق الأميرال كلفن دكسن: «بتسليم قاعدة أم قصر ستنتهي القوات البحرية الاميركية مهماتها وستبقى في المياه الاقليمية العراقية حتى موعد نهاية الانسحاب». وأصدرت القيادة المركزية للقوات البحرية الأميركية أول من أمس، بياناً قال فيه نائب القائد العام تشارلز غويت، إن «القوات البحرية العراقية قادرة على حماية المنصات والمرافئ النفطية وتأمين المياه الإقليمية المحيطة بهذه المرافئ». وأكد قائد القوات البحرية العراقية اللواء الركن موفق نجم «تسلُّم المسؤولية كاملة في ميناء ام قصر». وقال مسؤول الإعلام في القوات البحرية العراقية مكي العسكري ل «الحياة»، إن «المهام انتقلت بالكامل من القوات الاميركية الى القوات العسكرية العراقية المدربة على ادارة قاعدة ام قصر». وأضاف إن «القوات الأميركية نفّذت مناورات تدريبية مشتركة معنا في الخليج العربي اخيراً». وكان رئيس الجمهورية جلال طالباني أكد خلال استقباله بايدن، أن «المرحلة المقبلة هي لتعزيز التعاون والعمل المشترك بين البلدين». وأكد بيان لرئاسة الجمهورية ان طالباني اثنى خلال اللقاء «على دور الولاياتالمتحدة في مساعدة الشعب العراقي على التخلص من أعتى نظام دكتاتوري وإسقاطه وإقامة نظام ديموقراطي اتحادي، كما أشاد بالدور الأميركي في اعادة بناء العراق ومؤسساته والمساعدة في تحقيق الاستقرار». وتابع أن «بايدن اوضح أن المرحلة التي تعقب اكتمال انسحاب القوات حيوية للعمل الديبلوماسي والتعاون في مجالات البناء والتطوير، خصوصاً في المجالات الاقتصادية والتجارية والزراعية والتعليم، إضافة الى التدريب»، مؤكداً: «حرص الولاياتالمتحدة على تطوير علاقات الصداقة والتعاون مع العراق في ضوء الاتفاقية الموقعة ورغبة البلدين للارتقاء بالعلاقة وتطوير مساحات العمل المشترك».