افتتحت هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية العمانية في مسقط معرضها الأول الذي ضم أكثر من 400 وثيقة احتضنتها قاعتا الجمعية العمانية للفنون التشكيلية، نالت إعجاب الحضور الذي تجول بعد احتفال احتفى بالمواطنين الذين تقدموا بوثائقهم الخاصة لتكون ضمن مشروع عام يهدف إلى حفظ آثار حياة عمانية كانت قبل عقود. ووصف رئيس الهيئة حمد الضوياني تلك الجهود بأنها «ضمن الدفعة الأولى لانطلاق برنامج مشروع الوثائق الخاصة» وما تمثله الوثائق من «مكانة مهمة في حياة الأمم والشعوب». ويهدف المعرض إلى إبراز الموروث والمخزون الوثائقي لدى الهيئة وتجسيد دورها في التواصل مع أفراد المجتمع ومالكي وحائزي الوثائق الخاصة، كما يمهد إلى إبراز دور هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية في بناء نظام إدارة الوثائق الخصوصية بالوحدات الحكومية وتعريف زائر المعرض بالرصيد الحضاري من خلال عرض أبرز الوثائق والصور التاريخية النادرة التي تحكي جانباً من تاريخ عمان. إضافة الى أقسام مختلفة تحكي عن تاريخ السلطنة. وهناك قسم يضم بعض الوثائق الخاصة، حيث إنه لم يغب عن هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ذلك الكنز المعرفي من الوثائق التي تمتلكها عامة الناس، فأولت اهتماماً بالغاً بالوثائق الخاصة لما لها من أهمية كبيرة تعود بالنفع الى المصلحة العامة والخاصة وتثري البحث العلمي للدارسين والباحثين. ويحتوي هذا القسم على الوثائق التي قام بتسجيلها أو بيعها مُلاك الوثائق، وهي وثائق متعددة الموضوعات تحكي عن التاريخ العماني في فترات زمنية ماضية وتعايشهم مع بعضهم، فضلاً عن تلك الوثائق التي تعنى بموضوع الإقرارات والوصايا والحياة العلمية والمراسلات المتبادلة بينهم وبين الجهات والشخصيات الحكومية. وهناك بعض الوثائق المتمثلة في التمائم التي كانت تقرأ بعد ختم القرآن الكريم ويضم المعرض أيضاً قسم شرق أفريقيا، والذي يروي العلاقات العمانية بين مسقط وزنجبار وبين الدولة العمانية والدول العربية والأجنبية في مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتمازج الثقافي بين شطري الدولة مسقط وزنجبار وحياة العمانيين في تلك الفترة. ويضم المعرض أيضاً قسماً لإنجازات هيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية، حيث إن النجاحات التي تحققت في هذه المرحلة التأسيسية للهيئة لتعطي دلالة قوية على المستقبل المشرق للسلطنة في مجال الوثائق وحفظها، وسينعكس إيجاباً على مختلف الأصعدة وخصوصاً الجانب البحثي والعلمي، فعلى رغم المدة القصيرة من إنشائها، إلا انها استطاعت أن تحقق الكثير من الإنجازات المحلية والخارجية على حد سواء. كما تشارك جمعية أبي إسحاق بن إبراهيم أطفيش لخدمة التراث من الجزائر بعرض مجموعة من الوثائق المتجمعة لديها والتي تعنى بالتواصل العلمي والفكري والحضاري بين السلطنة وجمهورية الجزائر لا سيما المراسلات المتبادلة بين العلماء والشخصيات بين البلدين فضلاً عن عرضها مخطوطات تتناول موضوعات أدبية وفقهية لمؤلفين عمانيين وجزائريين.