تنفس أكثر من 300 ألف نسمة، يقطنون أحياء شرق محافظة جدة، الصعداء بعد أن زال شبح المخاوف من «بحيرة» المسك» التي ظلت تهدد تلك الأحياء على مدى أكثر من 25 سنة بكارثة بيئية وطبيعية في حال انفجارها نتيجة ارتفاع منسوب المياه فيها. وزادت المخاوف من تلك البحيرة خلال الخمس سنوات الماضية بعد حدوث شروخ في جوانبها الخرسانية الهشة، وزاد من تلك المخاوف ارتفاع منسوب المياه في تلك البحيرة لنحو 14.5 متر خلال كارثة جدة قبل نحو عامين، والتي ظل خلالها سكان تلك الأحياء التي كانوا الأكثر تضرراً من سيول جدة مترقبين لكارثة أخرى في حال بقيت تلك البحيرة المهددة بالانفجار في أي لحظة على وضعها السابق. وعلى الرغم من امتداد معاناة سكان تلك المناطق من وجود البحيرة على مدى سنوات عدة كانت خلالها الأمانة تعد بوضع الحلول لهذه البحيرة والتي لم تتجاوز جبر الشروخ التي تظهر بين الحين والآخر في جوانبها، متعللةً بأن التخلص منها يحتاج إلى وقتٍ طويل وموازنات بملايين الريالات، إلا أن تدخل شركة المياه الوطنية التي أوكل إليها التعامل مع بحيرة المسك وتجفيفها كتب لجهود التخلص من البحيرة النجاح، وتم ذلك في عدة أشهر جُففت فيها البحيرة من خلال عقد مع إحدى الشركات المتخصصة بكلفة بلغت نحو 96 مليون ريال، وتحويل كميات من المياه الموجودة فيها إلى بحيرات التبخير، ومحطة المعالجة المجاورة للبحيرة التي تم تشغيلها بطاقتها الاستيعابية الكاملة البالغة 60 ألف متر مكعب لتنهي بذلك معاناة امتدت لسنوات عدة مع البحيرة والى حين تسليمها لشركة المياه الوطنية، وكان منسوب المياه فيها يبلغ ارتفاعه 8.3 متر. وكشفت جولة ل «الحياة» عصر أمس جفاف بحيرة المسك تماماً من المياه وخلوها من أي آثار تشير إلى وجود مياه سابقة فيها، إذ بدت مساحة شاسعة من الأرض المنبسطة التي تغطي أجزاء منها بعض الحشائش الخضراء، ما يؤكد ما أعلنه أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل بن عبدالعزيز في مؤتمر صحافي عقده قبل أيام عدة ، أن الوفاء بما وعد به قبل نحو أربع سنوات من تخليص محافظة جدة من أربع مشكلات رئيسة منها بحيرة «المسك» التي تم تجفيفها تماماً. وأكد حسن المحمدي أحد سكان السامر أن بحيرة «المسك» كانت الهم الأكبر لسكان أحياء السامر والتوفيق والأجواد وأم الخير وغيرها من الأحياء الواقعة شرق المحافظة، مشيراً في حديثٍ ل «الحياة» أن هاجس الخوف من مخاطر هذه البحيرة بدأ في التلاشي مع إعلان أمير منطقة مكةالمكرمة تجفيف البحيرة، وقال: «كانت المخاوف من انفجار هذه البحيرة خاصة في موسم هطول الأمطار التي يرتفع خلالها منسوب المياه فيها، وكذلك ما كان يعانيه الأهالي من أضرار بيئية نتيجة الروائح المنبعثة منها وتجمع الحشرات والبعوض التي كانت تهدد بأضرار صحية خطيرة». ولم يخف سعيد الزهراني الاختلاف الكبير بين ما كانت عليه الأحياء القريبة من بحيرة المسك قبل نحو عام والآن، مشيراً إلى أن سكان تلك المناطق بدأوا يشعرون بالفرق واستنشاق الهواء الصحي بدلاً من الهواء الملوث المنبعث من البحيرة التي عانوا من أضرارها سنوات عدة، مثمناً ما قامت به الحكومة من مشاريع لإنهاء معاناتهم ومخاوفهم من انفجار تلك البحيرة مع كل ارتفاع في منسوبها، وكذلك الأمراض التي كان وجود البحيرة باعثاً لها، والتي عانى منها الكثيرون خاصة الأطفال وكبار السن نتيجة لسعات البعوض والحشرات التي «وفق ما يقول» تقلصت بشكل ملحوظ.