نشر خبر بعنوان "التخلص من بحيرة المسك خلال 250 يوماً والاستفادة من مياهها للاستخدام الصناعي" حيث أكدت الشركة المنفذة لمشروع تنقية مياه بحيرة الصرف الصحي إمكانية التخلص من البحيرة وتجفيفها بشكل كامل خلال مدة لا تتجاوز250 يوماً وتحويلها إلى أرض خالية من المياه الملوثة التي يزيد حجمها على 12 مليون متر مكعب تقريبا وذلك من خلال المعالجة الثلاثية باستخدام تقنية متطورة بواقع 40 ألف متر مكعب يوميا وتحويل الحماة الموجودة بها الى أسمدة عضوية مفيدة أو التخلص منها بدفنها وقد ظهر في ثنايا الخبر صورة مدير الشركة المنفذة والمشغلة لمحطة المعالجة لبحيرة الصرف الصحي المهندس نزار قمورية وهو يشرب كوباً من بحيرة المسك بعد المعالجة. والسؤال الذي يطرح نفسه هل هذا الانجاز المبهر سيكون واقعاً ملموساً وحلماً يتحقق ليزيل هاجس الخوف عن سكان حي السامر وما جاوره , فإذا صدقت الرواية . فهل نحن بحاجة إلى كوارث مثل كارثة جدة ليتحرك المسؤولون ويستيقظون من ثباتهم العميق للبحث عن حلول جذرية للقضاء على مثل هذه المشكلة التي كانت تهدد حياة سكان حي السامر والأجواد والأحياء المجاورة بسبب ما كان يتردد من الانهيار الوشيك ببحيرة الصرف الصحي ناهيك عن الأضرار الصحية مثل حمى الضنك والتلوث البيئي وغير ذلك من الأمراض الغامضة التي انتشرت في السكان القريبين من هذه البحيرة . إن ملايين الريالات صرفتها أمانة جدة لبناء السد الاحترازي وغيره وكلها حلول بدائية لا تستند على أساليب علمية لدرء خطر هذه البحيرة . أما كان الأجدر بالمسؤولين في أمانة جدة قبل تفاقم مشكلة بحيرة الصرف الصحي وتبديد الملايين لبناء سد "لا يصد ولا يرد" الاستعانة بالخبرات الأجنبية التي لها خبرة واسعة في هذا المجال وتسخير هذه الملايين لإيجاد حلول جذرية للمشكلة. إن الدول الفقيرة تستثمر مياه الصرف الصحي والاستفادة من مخلفاتها في مجالات متعددة مثل المجال الزراعي والصناعي وتعد ثروة وطنية . فلماذا لا نستفيد من خبرات الآخرين؟. نسأل المولى الكريم أن يوفق جميع المسؤولين لما فيه خير البلاد والعباد . مكةالمكرمة ص ب 2511