«حكاوي التحرير» ... عنوان عرض مسرحي قدَّمه أخيراً مسرح «روابط» في وسط القاهرة، ويحاكي أحداث الثورة المصرية في شكل مونولوغات تتضمن قصصاً وتجارب واقعية. اللافت أن فريق العمل يتألف من الهواة الذين لم يسبق لأي منهم خوض تجربة مماثلة، لكنهم يحاولون نقل مشاهدات وتجارب حقيقية، بكل ما فيها من مشاعر ولحظات أمل وغضب وضعف وقوة، إيماناً منهم بأهمية استمرار روح الثورة. وكانت مسرحية «حكاوي التحرير» عرضت سابقاً في أماكن مختلفة خلال الأشهر الخمسة الماضية، لتصل إلى مسرح «روابط» بمزيد من الحكايات والتجارب والقصص، فالعرض يتغير تبعاً للحكايات الجديدة والتجارب الشخصية التي يجمعها أفراد فريق العمل من أشخاص يتواصلون معهم عبر موقعهم الالكتروني، وصفحاتهم على «تويتر» و«فايسبوك». وتوضح مخرجة المسرحية سُندس شبايك، ان «حكاوي التحرير» لا تتبع أي مؤسسة أو منظومة أو أي حزب أو حركة سياسية، مشيرة إلى ان تمويلها يعتمد على القائمين عليها، وهم مجموعة من الشباب شارك أكثرهم في اعتصامات ميدان التحرير في القاهرة وعايشوا بأنفسهم البدايات الأولى ل «ثورة 25 يناير». أما فكرة التعامل مع تجارب وقصص حقيقية وتحويلها إلى نصوص مسرحية، فترجع إلى ما قبل اندلاع الثورة، كما تقول شبايك، التي قدمت وفريقها سابقاً عرضاً مسرحياً بعنوان «بُصي» ينطلق من الفكرة ذاتها، وهي عرض قصص وتجارب لسيدات من المجتمع المصري. وكانت فكرة العمل تتمحور على إمكان نقل هذه القصص والتجارب إلى المسرح، وعندما اندلعت الثورة خطرت فكرة اتباع الأسلوب ذاته بغية عرض قصص وحكايات الناس أثناء الاعتصام في «ميدان التحرير»، وتحويلها إلى عرض مسرحي ينقل ما حدث إلى الناس الذين لم يشاركوا، أو كانوا غائبين. استعان فريق العمل بلقطات فيديو من «ميدان التحرير» لعرضها في خلفية العمل، إلى جانب المشاهد التمثيلية على المسرح. وكل القصص والحكايات التي تضمنها العرض هي حقيقية بعث بها أصحابها إلى فريق العمل، الذي عمل على تحويلها إلى نصوص مترابطة تصلح للسرد على خشبة المسرح. الرمز ويعزو مدير العرض أحمد كمال، سببَ تسمية المسرحية «حكاوي التحرير»، إلى كون ميدان التحرير رمزاً أساسياً للثورة المصرية، «كما أننا كنا نريد نقل عدد من التجارب الإنسانية المرتبطة بالثورة، مع التركيز على أيام الاعتصام. كان التحرير هو الرمز، لكننا جمعنا عدداً من الحكايات من خارج الميدان أيضاً. أما طريقة العمل، فهي جديدة نوعاً ما من ناحية التكنيك، لأننا أردنا أن نقدم شيئاً مختلفاً من وجهة النظر الفنية». ويعلق الممثل سيف الأسواني: «حاولنا أن نستوعب أكبر قدر من القصص، وأن نستفيد من كل القصص والتجارب التي وصلت الينا. كما أن هناك قصصاً خاصة بالممثلين وأفراد العمل يروونها بأنفسهم على المسرح». وعن أكثر النماذج التي أثَّرت فيه كممثل، يقول الأسواني: «هؤلاء الأشخاص الذين ينظرون إلى الثورة سلبياً، وأيضاً الأشخاص الذين كانوا بعيدين من الأحداث لظروف السفر... نماذج كنت مستمتعاً بتقديمها على خشبة المسرح».