انتهى المخرج السوري ماهر صليبي من تصوير مسلسله التلفزيوني الكوميدي «مرسوم عائلي» من كتابة محمود الجعفوري وانتاج «مؤسسة دبي للاعلام»، وتمثيل مجموعة من نجوم الدراما السورية مثل أيمن زيدان، نضال سيجري، شكران مرتجى، سلمى المصري ومحمد حداقي. ويصوّر المسلسل الذي ينتمي إلى فئة «سيتكوم»، قصة محام طموح (أيمن زيدان) لا يستطيع أن يؤمن لنفسه مكتباً مستقلاً كي يمارس مهنته، فيضطر إلى العمل من بيته، ما يوقعه في مشاكل ومواقف طريفة مع زوجته وأولاده، غالباً ما يسببها شقيق الزوجة (نضال سيجري) الآتي من الريف إلى المدينة سعياً وراء سراب وظيفة حكومية لم تتأمن له في خمس سنوات من عمر اقامته في بيت شقيقته (سلمى المصري). صليبي الذي يطرق عالم الاخراج التلفزيوني للمرة الأولى لا يعتبر نفسه غريباً، فهو ممثل تلفزيوني ومخرج مسرحي، وبالتالي فإن مقاربته للعملية الاخراجية ليست بحاجة إلى مرسوم من أي نوع. المرسوم هنا رمزي لا يصدر عن مؤسسة حكومية أو جهة نافذة، بل هو مرسوم عائلي لا يد له فيه كمخرج. والرمز كما يراه صليبي بالعلاقة مع المسلسل، يتجلى من خلال مجموعة من القوانين المرعية التي أصبحت قديمة وبالية وفي حاجة إلى «تثوير». كيف يمكن ذلك؟ يقول صليبي إن المسلسل مؤلف من ثلاثين حلقة، لكل منها عنوان وتعالج حدثاً معيناً، وهي تنتهي بتسليط الضوء على فقرة قانونية قديمة، «إذ توجد لدينا في قانون العقوبات السوري فقرات لم تمتد يد إليها منذ عام 1949 ولم تُعدّل او تُطوّر لتستجيب لمتطلبات العصر الذي نعيش فيه، ونحن أردنا من خلال المسلسل تسليط الضوء على هذه الفقرات التي لم تعدل أو تمس». ويوضح صليبي هذه النقطة قائلاً: «بالطبع هي ليست وظيفة المسلسل، ولكن عمل الأب المعطل في مهنة المحاماة يدفعه تدريجاً للانهماك بعملية تسليط الأضواء على قوانين أضحت بالية في قالب كوميدي خفيف اذ يتحتم عليه أيضاً أن يستقبل المراجعين في عقر داره». وينفي صليبي أن يكون العمل فصّل على قياس أيمن زيدان، ويقول: «قد تفاجأ بأن محرك الأحداث في العمل هو نضال سيجري خال الأولاد وشقيق الزوجة، وهنا يتجلى الصراع والمناكفات اليومية بينه وبين شقيقة الزوج (شكران مرتجى)، وهو الصراع الذي تدفع العائلة ثمناً له». ولا يعتبر صليبي أن عمله على دراما المكان الواحد هو انقلاب على المفهوم السوري للدراما التلفزيونية الذي شاع منذ أكثر من عقد، ويرى ضرورة اعلاء شأن اللغة السينمائية في التلفزيون: «مسلسل «مرسوم عائلي» عمل كوميدي خفيف مطلوب من المحطات والمشاهدين على حد سواء. وهذه الأعمال الخفيفة تبقى محببة، لأن المشاهدين يريدون أن يعرفوا ببساطة ماذا سيحل بشخصياتها، ونحن لم ننفذه من باب التقشف الانتاجي، فلدينا نجوم وأجورهم عالية، وثمة ديكورات مكلفة، وأجور استوديوات، علما أن حجز هذه الأستوديوات يبدأ قبل شهر على الأقل من بدء التصوير، وهذه عمليات مكلفة مالياً. نحن نعتقد أن هذه النوعية الكوميدية الخفيفة لها محبوها، وتظل في المحصلة تنويعة انتاجية لابد منها في موسم رمضان المقبل». ولا يعتقد صليبي أن دخوله على خط الاخراج التلفزيوني موضة أو محاكاة للممثلين الآخرين الذين سبقوه: «منذ زمن أريد أن أعمل في عالم التلفزيون كمخرج، وإن كنت أريد الاستمرار في المسرح والسينما، ولكن يبدو أن المشروع السينمائي قد يتعذر تحقيقه خلال السنوات المقبلة. المرء يكبر، وتكبر أحلامه معه، وهو لا يستطيع أن يقول كل ما يريد من خلال أدائه بعض الأدوار التلفزيونية، بخاصة أن ما يعرض علينا من أدوار لا يغري دائماً بالوقوف أمام الكاميرا. أما الوقوف خلفها، فقد يغري أحيانا لجهة الاختيار». وعلى صعيد آخر يواصل صليبي أداء دوره في الجزء الثالث من مسلسل «الحصرم الشامي» من اخراج سيف سبيعي والذي يجري تصويره حالياً، ويؤدي فيه دور الآغا العقيلي، أحد أغوات الشام الذين يتحكمون في مصائر الناس ف «مرة تجده إلى جانب الباشا، ومرة ضده كي يضمن لنفسه تحقيق مآربه الشخصية». وسيبث العمل مشفراً مثل سابقيه، والمشكلة تظل مرهونة بالجهة المنتجة (شبكة «أوربت»)، التي ترفض تسويقه بحجة أنها ستطلق فضائية مفتوحة تعرض عليها كل هذه الأعمال المشفرة.