الفيوم (مصر) - أ ف ب - بعيداً من حال الغليان التي تسود ميدان التحرير في وسط القاهرة عشية أول انتخابات تشريعية في مصر بعد تنحي الرئيس المخلوع حسني مبارك، لا يفكر أبناء محافظة الفيوم التي تبعد 130 كلم عن العاصمة جنوباً سوى في التصويت للتيار الإسلامي، وتنحصر المنافسة بين «الإخوان المسلمين» والسلفيين. ويقول التاجر محمد محمود (35 سنة) المصر على التصويت لمرشحي «الإخوان» الذين يخوضون للمرة الأولى في تاريخهم هذه الانتخابات تحت راية حزب سياسي، إن «الإخوان لم يكونوا أبداً في السلطة ويجب إعطاؤهم الفرصة ورؤية ما سيقومون به حقاً». ويضيف أن «كل المرشحين الآخرين كانوا مع النظام السابق. ولا يوجد جديد باستثناء الإخوان». وكانت الجماعة محظورة رسمياً في عهد مبارك، لكن مرشحيها كانوا يخوضون الانتخابات السابقة مستقلين. وبعد سقوط مبارك أسست الجماعة حزباً سياسياً هو «حزب الحرية والعدالة». ويقول عطية عبدالمجيد (74 سنة): «انهم في الحياة السياسية منذ 80 عاماً ويمكننا أن نثق بهم». وفي مدينة الفيوم التي تضم 300 ألف نسمة ويتنافس 139 مرشحاً على مقاعدها الستة، تخوض جماعة «الإخوان» معركة شرسة مع «حزب النور» السلفي الذي تغطي لافتاته شوارع المدينة. وعندما تحدث رجل يجلس في مقهى عنهم، تدخل صبي صغير مقاطعاً: «انهم سيحرمون كل شيء إذا انتخبوا. هل تريد قطع يد السارق في مصر؟». لكن محمود شعبان وهو بائع ملابس في إحدى الأسواق يؤكد أنه سيصوت للسلفيين الذين يحظون بتعاطف بعض الناخبين بسبب تعرضهم للقمع طويلاً في عهد مبارك وسابقيه. ويقول شعبان: «هم على الأقل ليس لديهم مرشحون من أعضاء الحزب الوطني (حزب مبارك المنحل) السابقين على قوائمهم»، مطالباً مثل الكثير غيره ب «تغيير حقيقي بعد الثورة». وفي الفيوم، كما في غيرها من المدن المصرية، تمتلئ الشوارع والجدران باللافتات والصور التي تحمل شعار «الإسلام هو الحل». وكل هذه اللافتات والصور تابعة لجماعة «الإخوان» وليس ل «حزب النور» السلفي الذي خضع لحكم القانون المصري الذي يحظر على الأحزاب السياسية استخدام الشعارات الدينية. ويقول عدد كبير من الرجال بصوت واحد: «انهم ناس أتقياء ويلتزمون شرع الله»، وذلك في شارع شديد الازدحام ترفرف فوقه لافتات مختلف الأحزاب المتنافسة، وأبرزها لافتات «الحرية والعدالة» و «النور» اللذين يتميز معظم مرشحيهما باللحى السوداء الكثيفة. ويتواجد حمدي طه عبدالرحيم مثل باقي مرشحي «الإخوان» في شكل شبه دائم في الشارع للتذكير خلال الحملة بإنجازاته من دون أن يقدم أي توقعات في شأن نتيجة الانتخابات. ويقول عبدالرحيم: «نرى الثورة وسيلة لتوعية المصريين بواجباتهم السياسية. لقد ذهبنا لرؤيتهم في المنازل والشوارع. واجبنا الرد على كل أسألتهم». واستناداً إلى إحصاء لمجلس الوزراء المصري صدر في نهاية أيلول (سبتمبر) الماضي، فإن 35 في المئة من المصريين يؤيدون جماعة «الإخوان» التي تعتبر القوة السياسية الأفضل تنظيماً في البلاد.