لا تزال أعمال البيئة الشامية موضع اهتمام شركات الإنتاج المحلية في سورية، ويعود ذلك لعملية التسويق السهلة لهذا النوع، حيث تفضلها معظم القنوات الفضائية العربية (الخليجية بخاصة) على الأعمال الاجتماعية والكوميدية وحتى التاريخية. ومن آخر أعمال البيئة التي أعلن عنها للموسم المقبل، مسلسل «توق البنات» للكاتب أحمد حامد الذي يتناول تاريخ دمشق منذ عام 1927 حتى الاستقلال عام 1946. ومن المتوقع أن يقوم بالإخراج مؤمن الملا أو ايام نحاس، أما للبطولة فهناك أسماء عدة مرشحة، منها بسام كوسا، عباس النوري، سامر المصري، قصي خولي، باسل خياط، نسرين طافش، سلاف فواخرجي، سلافة معمار، فيما تتولى عملية الإنتاج شركة قبنض. وعلى رغم تطرق العمل إلى نضال السوريين عموماً والدمشقيين خصوصاً ضد الانتداب الفرنسي، إلا أن الخط الرئيسي له يدور حول حوار الحضارات، عبر قصة رومانسية بين فتاة دمشقية متعلمة ومثقفة وابنة أحد أعيان دمشق (مريم) وبين كولونيل فرنسي يأتي إلى دمشق ليخمد البؤر الثورية، فتجمعهما الصدفة عبر نضال مريم لتحرير والدها من الأسر، ما يعيد الكولونيل الطاغية والمجرم السفاح إلى إنسانيته بعد أن يقع في حب هذه الفتاة الدمشقية ويتعرف إلى تاريخ دمشق وحضارتها وتراثها، فيتحول من محتل إلى عاشق لدمشق، ويتخلى عن رتبته العسكرية، طالباً الزواج بالفتاة، لكن اختلاف الأديان يحول دون ذلك، ما يدفعه لإشهار إسلامه، ويقام العرس في الجامع الأموي. كما يتحدث العمل عن دور المرأة في تلك الحقبة التاريخية، عبر نضالها، إضافة إلى علاقة الأديان ببعضها. يذكر أن الكاتب أحمد حامد اختص في دراما البيئة الشامية في السنوات الماضية ومن أبرز الأعمال التي قدمها «الخوالي» و «ليالي الصالحية»، وهما العملان اللذان ساهما في شكل كبير في إرساء دعائم دراما البيئة الشامية. ومن أعماله أيضاً «أهل الراية»، كما أنهى كتابة مسلسل «شهر من العمر»، وهو دراما اجتماعية معاصرة يعالج المشاكل الزوجية وكيفية التعامل معها.