سيطرت فرق الدفاع المدني في محافظة جدة على حريق اشتعل وللمرة الثانية خلال خمسة أشهر في أحد المباني التاريخية بمنطقة البلد، وتمكنت من محاصرة النيران قبل امتدادها للمباني المجاورة. وتلقت عمليات الدفاع المدني بلاغاً مساء أول من أمس يفيد باندلاع حريق في أحد المباني التاريخية، وفور تلقي البلاغ انتقلت لموقع الحادثة فرق الإطفاء والإنقاذ التي بدأت فور وصولها في محاولة السيطرة على الحريق ومنع انتشاره للطوابق الأخرى للمبنى أو المباني المجاورة، والتأكد من عدم وجود محتجزين داخل المبنى. وذكر الناطق الإعلامي لإدارة الدفاع المدني في منطقة مكةالمكرمة المقدم عبدالله العمري أن فرق الدفاع المدني سيرت إلى موقع الحادثة خمس فرق إذ بدأت شرارته الأولى من اشتعال النار في غرفة مساحتها 16 متراً مربعاً في الطابق الثاني للمبنى التاريخي والمكون من أربعة طوابق، وتمكنت من السيطرة عليه ومنع انتشاره رغم مكونات تلك المباني التاريخية، من دون أن ينتج من الحادثة أي إصابات أو انهيارات. وأضاف المقدم العمري أن فريق التحقيق باشر المعاينة الفنية للحادثة، وتبين أن الحريق ناتج من مصدر حراري بطيء حيث تواصل التحقيقات لمعرفة ملابسات الحادثة. إلى ذلك، ذكر رئيس بلدية المنطقة التاريخية المهندس سامي نوار ل «الحياة» أن المبنى الذي شهد الحادثة يعد من المباني التاريخية، إذ يبلغ عمره نحو 200 عام، مشيراً إلى أن الموقع ذاته الذي تسكنه عمالة مقيمة من الجنسية اليمنية شهد حادثة مشابهةً قبل نحو خمسة أشهر تقريباً، ويجري التحقيق حول سبب تكرار الحادثة. وأوضح نوار أنه لم يعد هناك تصنيفات للمباني التاريخية، إذ إن جميع المباني التي أنشئت قبل عام 1950 حتى وإن كانت مسلحة تعد من المباني المحمية التي يحافظ عليها كمعالم تاريخية لمحافظة جدة، وقال «إن عدد هذه المباني يتراوح بين 900 إلى 1000 مبنى». وأشار إلى أن المبنى الذي شهد حادثة الحريق مبني من الحجر المنقبي والطين البحري، مطمئناً بأن الحادثة كانت بسيطة ويمكن إجراء الإصلاح للمبنى الذي لم يشهد أي انهيارات عدا أضرار بسيطة في الداخل وفي بعض الرواشين، مشدداً على أن المبنى ملك خاص لا يمكن منع مالكه من تأجيره، إلا أنه لفت إلى أن هناك حملة توعوية للمنطقة التاريخية حول وجود طفايات الحريق وتوجيه سكان تلك المنطقة بأهمية توافر وسائل السلامة والطرق السليمة للحفاظ عليها، والتي ستنطلق الشهر الجاري، فيما سيتم توزيع البروشورات والمطويات لسكان المنطقة التاريخية خلال هذه الحملة. وكشف المهندس سامي نوار ل «الحياة» انتهاء المرحلة الأولى لخزان وشبكة مياه الإطفاء للمنطقة التاريخية والتي ستحل مشكلة عدم تمكن آليات الدفاع المدني من الوصول إلى بعض المناطق الداخلية في المنطقة التاريخية خلال مباشرة حوادث الحريق، وسيتم تسليم الخزان لإدارة الدفاع المدني فور الانتهاء منه والمقرر خلال أقل من شهرين، فيما ستكون هناك مرحلة ثانية سيتم البدء فيها قريباً.