لم تأت عبارة «العرب ظاهرة صوتية» من فراغ فنحن في السعودية نطبقها بحذافيرها وندعمها بقوة. رفع النقاد عقيرتهم عبر القنوات الفضائية بحثاً عن نصف بطاقة آسيوية ضاعت في دهاليز الاتحاد الآسيوي، وسل الصحافيون أقلامهم لجلد الذات، والرباعي الذي يمثلنا في الاتحاد الآسيوي، وكأن النصف الضائع مصير الرياضة السعودية، وحياة أو موت للأندية التي شارفت على إشهار إفلاسها. هناك معايير يتم من خلالها تحديد ممثلي الدول في بطولة الأندية الآسيوية، وهذه المعايير تفرض النظام وحسن التنظيم، وتجبر كل الدول على العمل المثالي من دون تنازلات ومن دون مجاملات. درجات التقويم التي حصلت عليها السعودية منطقية للغاية سواء بمقاييس الجمهور أم المستويات الفنية أم أي معيار آخر، ولا يزال أمامنا الكثير من الجهد لكي تكتمل بيئة المنافسات لدينا، ولن تكتمل بالكلام والضجيج في القنوات الفضائية، بل بالعقول المتطورة وبالمال الذي أصبح شحيحاً على الأصعدة كافة. ماذا يعني حصول الأندية السعودية على ثلاثة مقاعد؟ ونصف مقعد عبر الملحق ، يعني إن المشهد يتجه للتراجع كما هو الحاصل لمنتخبنا الأول الذي يبحث عن بصيص الأمل للمرور للدور الرابع من التصفيات الآسيوية لنهائيات كأس العالم، بينما كان المرور لهذه المرحلة يتم بيسر وسهولة، بل كان مضموناً من دون قلق أو خوف، وكما هو حاصل لمنتخبنا الأولمبي الذي يتذيل مجموعته وبات على مشارف الخروج المر ما لم يفجر المفاجأة بالفوز على كوريا الجنوبية اليوم في سول، وبمزيد من الثوابت للمشهد الذي نعيشه يمكن الرجوع لنتائج المنتخبات السنية، وتساقط الأندية السعودية في البطولة الآسيوية من الأدوار الأولية ومن أمام فرق مغمورة. محترفو الضجيج في القنوات الفضائية وفي وسائل الإعلام المختلفة مارسوا دور المشجع البسيط، ولم يلامسوا واقعنا الذي قد يعيد النظر في المقاعد الممنوحة لنا لتصبح مقعدين ثم مقعداً لا سمح الله، ما لم تسارع الجهات المعنية في ترميم البيئة التي تقام فيها منافساتنا الرياضية، ناهيك عن المنافسات الآسيوية التي أجبرتنا على تحويل المساطب الأسمنتية إلى مقاعد فيها شيء من احترام إنسانية المشجع، وأجبرتنا على «المنطقة المختلطة» وقربتنا من البوابة الإلكترونية، ووضعت لنا بعض النقاط على حروف التنظيم شئنا أم أبينا. [email protected]