تستضيف الدوحة بين الرابع والثامن من كانون الأول (ديسمبر) المقبل «مؤتمر البترول العالمي العشرون» الذي ينظمه «مجلس البترول العالمي» كل ثلاث سنوات، ويُعتبر المؤتمر منصة عالمية رئيسة لمناقشة شؤون النفط والغاز. ويُعرف المؤتمر الذي يُعقد كل ثلاث سنوات أيضاً ب «أولمبياد صناعة البترول» لأنه يجذب عدداً كبيراً من الدول المشاركة من كل أنحاء العالم. ويغطي المؤتمر نواحي صناعة الطاقة من تطورات التكنولوجيا في عمليات البيع والشراء، إلى دور الغاز الطبيعي ومصادر الطاقة المتجددة، وإدارة الصناعة وتأثيرها في المجتمع والاقتصاد والبيئة. وانضمت إلى هذا الحوار أطراف مثل الحكومات وقطاعات صناعية خارج إطار الطاقة ومنظمات غير حكومية ومؤسسات دولية. ويُعتبَر «مجلس البترول العالمي» من أبرز منتديات البترول والغاز في العالم وهو المنظمة الدولية الوحيدة التي تمثل جوانب قطاع البترول كلها. وتأسس المجلس عام 1933 لتعزيز إدارة مصادر البترول في العالم، وتُعتبر وظيفته الأساسية تشجيع الحوار وتسهيله بين الأطراف المعنية بصناعة البترول حول أهم القضايا التقنية والاجتماعية والبيئية والإدارية للمساهمة في إيجاد حلول للمشكلات التي تعتريها. ويؤكد «مجلس البترول العالمي» أنه لا يملك أي موقف رسمي من أي قضية، بل يعمل كمنتدى يستضيف حوارات بين قطاعات المجتمع التي لها وجهات نظر حول قضايا محددة. ويشدد على أنه منظمة حيادية وغير سياسية معتمدة كمنظمة غير حكومية من قبل الأممالمتحدة. «مجلس البترول العالمي» ويستهدف «مجلس البترول العالمي» تعزيز التقدم العلمي في مجال صناعات النفط والغاز، ونقل التكنولوجيا واستخدام الموارد النفطية في العالم لمصلحة الجميع. ويشار إلى أن المقر الرئيس للمجلس يقع في لندن، ويضم المجلس أكثر من 66 بلداً من مختلف أنحاء العالم تمثّل 95 في المئة من الإنتاج والاستهلاك العالميَّين للنفط والغاز. ويضم «مؤتمر البترول العالمي» بلداناً منتجة ومصدّرة إلى جانب شركات البترول الوطنية والمستقلة. ولكل دولة لجنة وطنية تتألف من ممثلين عن صناعة النفط والغاز ومؤسسات أكاديمية وبحثية ودوائر حكومية. وتتألف الهيئة الرئيسة للمجلس من ممثلين عن اللجنة الوطنية لكل بلد. وإلى جانب المؤتمر المعقود كل ثلاث سنوات، يشارك «مجلس البترول العالمي» في عدد من الاجتماعات الأخرى ك «منتدى شباب مؤتمر البترول العالمي»، و «منتدى الأممالمتحدة ومجلس البترول العالمي لتطبيق أفضل الممارسات»، وهو ورشة عمل مشتركة بين «مؤتمر البترول العالمي» و «منظمة الدول المصدرة للنفط» (أوبك). برنامج المؤتمر وخلال المؤتمر الذي سيستمر خمسة أيام، يسلّط برنامج تقني ضوءاً على أبرز الإنجازات العلمية والتقنية والعملية في قطاع النفط والغاز، وستعكس مواضيع الجلسات الشعار الرسمي ل «مؤتمر البترول العالمي العشرين»: «حلول الطاقة للجميع: ترويج الشراكة، والابتكار والاستثمار». ويتوقَّع تقديم ما يقارب ألفي ورقة عمل لجلسات المنتدى التقنية ال24، وُزّعَت على 5 محاور هي الغاز الطبيعي، والحدود والتقنيات الجديدة للاستكشاف والإنتاج، والابتكارات في مجالات الإنتاج، ومصادر الطاقة التكميلية والالتزام بالاستدامة. وهذا رقمٌ قياسي في المؤتمر، كَمّاً ونوعاً، وستُختار 300 من هذه الأوراق لمناقشتها. ويضم البرنامج التقني أيضاً مجموعة واسعة من الملصقات، وطاولات النقاش، والجلسات الخاصة، وأساسيات تطبيق أفضل الممارسات، وجلسات رئيسة مع مشاركات مؤكدة لجهات رفيعة المستوى من هيئات صناعية وحكومية. وتجمع الجلسات الرئيسة للمؤتمر بعضاً من أهم رواد الصناعة وصانعي القرار فيها من مختلف دول العالم. وبعد الجلسة الافتتاحية التي يشارك فيها ستة وزراء للنفط والغاز من الشرق الأوسط، ينضم الرئيس التنفيذي لشركة «أكسون موبيل»، ريكس تيليرسون، والرئيس التنفيذي لشركة «شل»، بيتر فوسر، إلى وزير الطاقة والصناعة في قطر، محمد بن صالح السادة، في تقديم عرض لدور قطر في مستقبل الطاقة. يذكر أن التعاون والابتكار والاستثمار هي المواضيع الأساسية التي سيتناولها صانعو القرار ومنهم روبرت دادلي من «بي بي»، وسيرغي شماتكو، وزير الطاقة الروسي، وكريستوف دو مارجوري من «توتال»، وجوزي سيرجيو غابرييللي من «بتروبراس» البرازيلية، والحائز جائزة نوبل للسلام فريدريك ويليم دي كلارك من جنوب أفريقيا. ويغطي معرض مصاحب للمؤتمر 35 ألف متر مربع، وهي مساحة تزيد بنسبة 20 في المئة عن مساحة المعرض المرافق ل «مؤتمر البترول العالمي» السابق الذي أقيم في مدريد عام 2008، ما يجعله أكبر معرض في تاريخ المؤتمر. وتُمنح خلال الحدث «جائزة أفضل جناح للتنمية المستدامة» تقديراً لجهود الشركات للحد من أثر نشاطاتها في البيئة. وتذهب الجائزة إلى جهة عارضة ترى اللجنة التحكيمية أنها أفضل من طبّق مبدأ «إعادة الاستخدام، وخفض التأثيرات البيئية، والتدوير» بعدما حرصت على أن يكون لها حضور دائم في المعرض.