أطلق تلويح رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي بالاستقالة في حال لم يتم صرف حصة لبنان من تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان أول من أمس، بعدما كان أعلن مراراً التزامه سدادها في تصريحاته وأمام المجتمع الدولي، مرحلة تأزم جديدة بين رئيس الحكومة وشركائه الرافضين للتمويل ولا سيما «حزب الله» و «تكتل التغيير والإصلاح» بزعامة العماد ميشال عون ورئيس البرلمان نبيه بري. وإذ تسبب تلويح ميقاتي بالاستقالة، قبل 6 أيام من بحث الحكومة مشروع سلفة خزينة لتأمين الحصة اللبنانية من تمويل المحكمة (الأربعاء المقبل) بردود فعل انتقادية من قبل رموز الأطراف الثلاثة، الذين لفتوا الى ان ميقاتي كان يعرف عند توليه رئاسة الحكومة الموقف السلبي من المحكمة، فإن تفاعلات فتور علاقته مع شركائه انعكست على جلسة مجلس الوزراء التي كانت مقررة عصر أمس فقاطعها وزراء تكتل عون في ظل غياب وزراء آخرين، ما أفقدها النصاب.وليلاً قال العماد عون: «اذا استمر نهج الحكومة على حاله فلا فائدة من بقائنا فيها، ونحن مستعدون لكل الاحتمالات ولا نقبل ان يهددنا أحد». وإذ أخذت أوساط شركاء ميقاتي في الحكومة، الذي يتضامن معه ومع الوزراء المحسوبين عليه وزراءُ رئيس الجمهورية ميشال سليمان و «جبهة النضال الوطني» برئاسة النائب وليد جنبلاط (جميعهم 12 وزيراً)، عليه قولَه إنه لم يلق تسهيلاً من أي من الأطراف (في الموالاة والمعارضة) فإن تعطيل جلسة مجلس الوزراء أمس برئاسة سليمان سبقه أيضاً تلويح من وزراء العماد عون بالاستقالة. ولم تخف مصادر عون (10 وزراء) أنهم قد يسبقون ميقاتي الى الاستقالة. وحضر جلسة أمس 16 وزيراً، فيما تغيب 9 وزراء من تكتل عون و5 وزراء آخرين بداعي السفر أو الانشغال هم: وزير الخارجية عدنان منصور الموجود في القاهرة، وائل أبو فاعور، نقولا فتوش، مروان خير الدين وغازي العريضي المنقطع عن حضور الجلسات لخلافه مع ميقاتي على صرف الأموال لوزارة الأشغال، وعلمت «الحياة» ان سليمان وميقاتي ووزير المال وقعوا أمس مراسيم سلفات الخزينة المخصصة لوزارته وفقاً للقرارات المتخذة سابقاً في مجلس الوزراء. وأبلغ الرئيس سليمان الوزراء الحاضرين أن الوزير جبران باسيل اتصل به للاعتذار عن عدم حضور 9 وزراء يمثلون التكتل «لأننا نعقد اجتماعات متواصلة لبحث عدد من القضايا ويصعب علينا إنجازها قبل موعد الجلسة». إلا أن وزير الثقافة غابي ليون (من تكتل عون) قال: «البارحة أُبلغنا عبر الإعلام أن أساس بقاء الحكومة أو رحيلها هو المحكمة الدولية، ونحن نبلّغ الآن أن هناك مواضيع مهمة وتهم الناس أكثر». وإذ أبلغ الرئيس سليمان الوزراء الحاضرين بأن مجلس الوزراء سيجتمع الأربعاء المقبل كما هو مقرر، فإن وزير الإعلام وليد الداعوق اعتبر أن لا مدلولات سياسية لغياب الوزراء، مؤكداً أن جلسة الأمس كانت استثنائية وليست عادية. واجتمع الرئيس سليمان مع وزير الصحة علي حسن خليل الذي يمثل الرئيس بري. وقال الوزير عن «حزب الله» محمد فنيش، ان «الاتصالات قائمة في شأن ما حصل ولا أحد يعرف الى أين ستصل». وكان ميقاتي التقى الرئيس بري للتداول معه في ردود الفعل على تلويحه بالاستقالة وما قاله في مقابلة تلفزيونية أول من أمس. واعتبر الأمين العام لتيار «المستقبل» أحمد الحريري أن ميقاتي «حاول في حديثه الملتفز كسب العطف بإشارته الى الضغوط التي يتعرض اليها... وهو الآن يتذوق السم الذي طبخه بيده». واتهمه بتغطية النظام السوري.