كشفت مصادر فرنسية مطلعة ل «الحياة» ان فرنسا ستقرر خفض عدد جنودها ضمن القوة الدولية في جنوب لبنان (يونيفيل) في موعد قريب قد يكون مطلع السنة المقبلة عندما تنتهي مهمة قائد «يونيفيل» الجنرال البرتو اسارتا ويحل مكانه قائد ايطالي لم يتم اختياره بعد، في اطار المراجعة التي تجريها الاممالمتحدة لقوات حفظ السلام. وقالت المصادر ان فرنسا كانت خفضت عديدها في السابق الى 1200 جندي تحت ضغط المؤسسة العسكرية الفرنسية. والقرار السياسي هو ان يبقى عدد اقل من الجنود على ان تتولى، اكثر فأكثر، وحدات الجيش اللبناني مسؤوليتها في اطار القرار 1701. ولم يعرف بعد العدد الاضافي الذي سيقلص لأنه مرتبط بحجم القوة التي تريدها الاممالمتحدة في الجنوب في اطار هذه المراجعة، وفرنسا تنتظر نتائج هذه المراجعة لترى ما هو العدد المناسب للقوات الفرنسية في اطار «يونيفيل». الا ان باريس تصر على ان هذا لا يعني سحب القوات. الى ذلك تتخوف المصادر من الجو المشحون في لبنان بين المعارضة والقوى الحليفة لسورية، وتتمنى ان يسود الهدوء لأن من مصلحة لبنان الآن في ظل الازمة السورية ان يتجنب اي تأثير سلبي وامني للازمة السورية على الوضع فيه، خصوصاً ان القراءة السائدة لدى اصحاب القرار ان الجو المشحون في لبنان يجعل مراقب الساحة اللبنانية يرى ان اي خلاف تافه بامكانه ان يشعل الوضع. وترى المصادر ان من مصلحة قوى 14 آذار ان تبني نفسها ومشروعها وان تعد برنامجها لما بعد سقوط النظام السوري وان تتجنب خطر وضع الزيت على النار في ظل غليان القوى الحليفة لسورية بعد قرار الجامعة العربية. فباريس قلقة من ان اي حدث بإمكانه اشعال الوضع وترى ان على قوى 14 آذار ان تحرص على ان تتجنب خطر اندلاع تدهور امني. كما تمنت المصادر ان يسود الهدوء مهرجان طرابلس غداً لأن الوضع خطير وليس مفيداً اعطاء سورية وحلفائها فرصة للتصعيد على الارض اللبنانية.