في وقت بدأ رئيس المجلس الوطني الانتقالي مصطفى عبدالجليل أمس زيارة للخرطوم التي قدّمت دعماً عسكرياً للثوار الليبيين خلال الحرب، برزت خلافات جديدة في صفوف الثوار في أعقاب توقيف «ثوار الزنتان» زعيم المجلس العسكري في طرابلس عبدالحكيم بلحاج لفترة وجيزة أول من أمس خلال سفره من مطار العاصمة الليبية بجواز سفر يحمل اسم غير اسمه الحقيقي. لكن المجلس العسكري في طرابلس قال إن بلحاج لم يُعتقل بل تأخرت رحلته بسبب «بطء الإجراءات» في المطار الذي يسيطر عليه ثوار الزنتان. وأكد مصطفى عبدالجليل أمس توقيف بلحاج لبعض الوقت، موضحاً أنه يستخدم جواز سفر بغير اسمه كونه لا يحمل جوازاً باسمه الحقيقي. ودافع عن بلحاج مؤكداً أن آفكاره الاسلامية وسطية وانه أجرى مراجعات فكرية خلال فترة سجنه. وسافر عبدالجليل أمس الى الخرطوم حيث يجري محادثات مع الرئيس عمر البشير الذي قدم دعماً عسكرياً للثوار خلال الحرب التي أطاحت نظام معمر القذافي. ووزع موقع «قناة الزنتان» على شبكة الانترنت نبأ توقيف بلحاج في مطار طرابلس مساء أول من أمس وقال إنه كان يحاول السفر مستخدماً جواز سفر باسم سالم علي محمود. ووزع الموقع صورة لجواز السفر الذي سلّمه بلحاج في المطار خلال مغادرته إلى تركيا. وظهرت صورة رئيس المجلس العسكري لطرابلس على الجواز ولكن تحت اسم مختلف. ويقول الجواز ان صاحبه من مواليد العام 1968 ومن مواليد طرابلس. وصلاحية الجواز تستمر حتى العام 2015. ورد رئيس المجلس العسكري في طرابلس بإصدار بيان قال فيه إن «مصادرنا الموثوقة تؤكد نفي خبر اعتقال الأخ عبدالحكيم بلحاج ... في مطار طرابلس. وكل ما ذُكر في بعض المواقع وغيرها من وسائل الإعلام كلام غير صحيح بتاتاً، والأخ عبدالحكيم بلحاج غادر البلاد في رحلة عمل وبشكل طبيعي، غير أنه تعرّض للتأخير في الرحلة بسبب تأخر وبطء الإجراءات». كما نقلت وكالة «رويترز» عن عاملين في مطار طرابلس الدولي تأكيدهم أن طاقم أمن موالياً لزعيم ميليشيا احتجز لفترة قصيرة في المطار عبدالحكيم بلحاج الذي يُعتبر زعيماً اسلامياً يقود إحدى أشد الجماعات المسلحة نفوذاً في ليبيا، في علامة على «تنامي العداوة» بين الجماعات المسلحة. وقال ليبيون أجريت معهم مقابلات الخميس إن الاحتجاز قد يكون توبيخاً من زعيم الميليشيا عبدالله ناكر، وهو ابن الزنتان، الذي ينظر إلى بلحاج على انه عميل لقطر التي أغدقت بالمساعدات العسكرية والإنسانية على معسكر الثوار التابع له. وعارض ناكر منح بلحاج أي دور في الحكومة أو الجيش الوطني. وذكرت «رويترز» أن معسكر بلحاج مُني أيضاً بنكسة قبل أيام عندما مُنح منصب وزير الدفاع في الحكومة الجديدة إلى قائد من الزنتان بمنطقة الجبل الغربي في ليبيا. في غضون ذلك (رويترز)، وصف القائم بأعمال رئيس الوزراء المنتهية ولايته علي الترهوني الزعماء الحاليين للبلاد بأنهم نخبة غير منتخبة وإنهم مدعومون «بالمال والسلاح والعلاقات العامة»، وحذّر من أن 90 في المئة من ليبيا ليس لها صوت سياسي. وتصريحات الترهوني هي أقوى انتقاد يوجه حتى الآن من قبل سياسي ليبي للحكام الجدد للبلاد. وفي لاهاي (أ ف ب)، أعلن مدعي المحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو اوكامبو ان محاكمة سيف الإسلام القذافي أمام المحكمة الجنائية في ليبيا أمر وارد. وقال في وثيقة رفعها إلى قضاة المحكمة الجنائية لخّص فيها نتيجة زيارته لليبيا من الثلثاء إلى الخميس، ان «المدعي اقترح امكانية ثالثة (على السلطات الليبية) أن تحاكم المحكمة الجنائية الدولية، بعد موافقة القضاة، سيف الإسلام في ليبيا». وفي الإطار ذاته، قال طبيب قام بفحص سيف الاسلام إنه يحتاج الى جراحة لإزالة انسجة اصابتها الغرغرينا في أصبعين بيده اليمنى وانه إذا لم تجر الجراحة فقد يصاب بمرض خطير. وظهر سيف الإسلام وقد وضع ضمادات حول ثلاثة اصابع (الابهام والسبابة والوسطى) يقول انها اصيبت اثناء ضربة جوية لحلف شمال الاطلسي قبل اسابيع. وقال اندريه موراخوفسكي وهو طبيب أوكراني المولد يعمل في الزنتان حيث يُحتجز سيف الإسلام: «الجرح ليس في حالة جيدة ويحتاج إلى بتر». وأبلغ موراخوفسكي «رويترز» الخميس ان «الجرح مغطى بأنسجة اصابتها الغرغرينا وانسجة تالفة».