طمأنت ايران الكويت امس، الى ان مفاعل «بوشهر» النووي الذي دُشّن السبت الماضي، يراعي المعايير الدولية للسلامة و«لا يشكل خطراً على دول المنطقة»، بعدما أعربت الكويت عن «قلقها» من احتمال حصول تسرّب في المفاعل القريب من أراضيها. وسلّم السفير محمد ابو الحسن مستشار أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الصباح، الرئيس محمود احمدي نجاد رسالة من الأمير تتناول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك. وقالت مصادر ديبلوماسية في طهران ل»الحياة» ان الرسالة تضمّنت «حرص الحكومة الكويتية على أفضل العلاقات مع ايران، ورغبتها في دعم كلّ اشكال التعاون» معها. واشارت الى ان اسفنديار رحيم مشائي مدير مكتب نجاد، سيتوجه الي الكويت حاملاً رسالة من الرئيس الايراني الي الشيخ صباح. وكانت وسائل إعلام كويتية أوردت ان مسؤولاً ايرانياً بارزاً سيصل الى الكويت خلال أيام، لمناقشة مسألة «بوشهر» على الارجح. وكانت وكالة الأنباء الكويتية (كونا) نقلت عن خالد الجارالله وكيل وزارة الخارجية قوله ان «قلق الكويت ناتج من تخوفها من تداعيات لأي تسرّب (من مفاعل بوشهر) نتيجة عوامل طبيعية». وأعرب عن قلق بلاده من المفاعل «لأنه قريب منها». لكن الناطق باسم الخارجية الايرانية رامين مهمان برست شدد على ان المفاعل «يعمل بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويتمتع بنظام شامل متطور جداً للمراقبة وللسلامة، كما أُنشئ وفقاً للمواصفات الدولية ويراعي معايير الوقاية، ولا داعي إذاً للقلق على البيئة». واستدرك ان بوشهر «لا يشكل أي خطر على دول المنطقة». الى ذلك، افادت وكالة «مهر» بأن وزير الخارجية الاماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان «هنأ» خلال لقائه السفير الايراني الجديد في أبوظبي محمد رضا فياض، «الحكومة والشعب الايرانيَين بتشغيل بوشهر»، معتبراً أن «هذا الموضوع سيكون له تأثير كبير على الاستخدام السلمي للطاقة النووية في المنطقة». واضافت «مهر» ان الشيخ عبد الله خاطب فياض قائلاً: «الامارات بلدكم الثاني، وكونوا على ثقة بأنها ستساندكم في تنمية العلاقات التاريخية بين البلدين». أما فياض فأكد «نية ايران تنمية علاقاتها مع الامارات» في المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية. على صعيد آخر، اعتبر اللواء يحيى رحيم صفوي مستشار مرشد الجمهورية الاسلامية في ايران علي خامنئي للشؤون العسكرية، أن «أميركا والكيان الصهيوني في وضع لا يسمح لهما بشنّ هجوم على ايران، ولكن يجب الامتناع عن الاستهانة بالعدو وعدم الاكتراث لتهديداته». وقال لطلاب من ميليشيا «الباسيج» (متطوعي الحرس الثوري): «المنطق يفرض على القوات المسلحة ان تكون مستعدة وفي كامل قدراتها القتالية، للرد على أي هجوم محتمل للعدو، بهجوم مقابل، حتى خارج حدود المنطقة». وشدد وزير الدفاع الايراني الجنرال أحمد وحيدي أمس، خلال تدشين 28 مشروعاً الكترونياً، شدد وحيدي على ان «العقيدة العسكرية لايران تقوم على الردع النشط الذي يتمثل في الحيلولة دون مهاجمة العدو»، مضيفاً: «نستطيع أن نكبّد العدو ضربات جسيمة، حتى في أقصى بقاع الأرض، وهيأنا التجهيزات اللازمة لهذه الاحتمالات». في المقابل، اعتبر داني أيالون نائب وزير الخارجية الإسرائيلي ان مفاعل «بوشهر» يشكل «خطراً كبيراً على استقرار المنطقة والسلام العالمي»، محذراً من ان «امتلاك ايران أسلحة نووية سيسمح لها بتهديد كلّ الحكومات العربية». وأوردت صحيفة «جيروزاليم بوست» ان تصريح أيالون جاء في إطار برنامج بثته الإذاعة الإسرائيلية باللغة الفارسية امس، موجّه الى الشعب الإيراني. وتحدث عن «احتمال أن تتخذ إيران خطوة عسكرية ضد دول الخليج العربي، وتضرّ بتدفق النفط الى العالم، وفي هذه الحال، سيتدهور الوضع برمته إلى مواجهات واسعة». وفي واشنطن، علّق الناطق باسم الخارجية الاميركية فيليب كراولي على إعلان طهران بدء إنتاج زورقين هجوميَين و»قاذفة» من دون طيار، قائلاً: «هذا يقلقنا ويقلق جيران ايران». وأضاف أنه في مواجهة «قدرات ايران المتنامية على مر السنوات، عزّزنا تعاوننا مع دول في المنطقة، وهذا أحد الاسباب التي تدفعنا الى الاعتقاد بأن استمرار ايران في اندفاعها، قد يشعرها بدرجة أقل من الأمان اذا اتحدت دول في المنطقة لإيجاد توازن مع قدراتها المتزايدة».