تكفلت ريم خالد (24 عاماً) ببذل الجهد طمعاً في توفير معلومات متكاملة عن الاشتراطات الخاصة ب «الأمن والسلامة» من طريق المواقع الإلكترونية الرسمية لعددٍ من الجهات المختصة، وكان محرضها على ذلك نقاش حاد بين أفراد أسرتها حول السبل المثلى للنجاة من المخاطر حال حدوث أي طارئ. وفيما استغرقت رحلة بحث ريم (تسكن أحد الأحياء القريبة من مدرسة «براعم الوطن» المنكوبة) الحثيثة عن «خريطة النجاة» نحو سبع دقائق، دخل شقيقها الأصغر عبدالعزيز (19 عاماً) في جدل «بيزنطي» مع شقيقته سارة (22 عاماً) حول أهمية «مخارج الطوارئ» مؤكداً أنها أهم وسائل السلامة في المباني. حوارات الأسرة انتهت مع بدء ريم في سرد تفاصيل اشتراطات الأمن والسلامة، وسط إنصاتٍ مطبق من جانب أفراد أسرتها، هذا الصمت بررته ريم ب «الرغبة» في زيادة الثقافة في هذا المجال خوفاً من الموت حرقاً. جدةالمدينة التي كانت تحلم بأن تصبح عاصمة للمؤتمرات والتسوق في السعودية، أصبحت حالياً تصارع الموت، فما إن تنتهي من كارثة حتى تفجع بأخرى، وكأنها تحاول أن تجد من يداويها رغم مشارط التجميل التي أخضعت جسدها للشق والترقيع من سنين. أحاديث المجالس في جدة لا تخلو حالياً من الحديث عن طرق السلامة وأهميتها وكيفية التعامل مع الطوارئ، وكأن حريق المجمع المدرسي أخيراً جاء موافقاً لمقولة «رب ضارة نافعة». أيمن غالي خلال جلسته الشبابية المعتادة في أحد المقاهي على كورنيش جدة كان يتصفح مواقع الإنترنت الخاصة بطفايات الحريق وأنواعها، يقول أيمن: «إن الأحداث التي دهمت جدة خلال السنتين الماضيتين جعلتنا نبحث بجدية عن طرق السلامة وكيفية التعامل مع الكوارث»، ويشير إلى أنه يبحث حالياً عن طفاية حريق متقدمة من خلال تصفحه لعددٍ من المواقع في الشبكة العنكبوتية، مبرراً هذه الغربة بالمخاوف التي أصابت الجداويين أخيراً بعد الكوارث التي أصبحت تحل عليها، مختتماً حديثه بترديد الحكمة الشهيرة «مصائب قومٍ عند قوم فوائد».