ابتلع الحزن أسرة سوزان الخالدي بعد أن أكد لهم الطبيب المشرف على حالتها وفاتها دماغياً، في الوقت الذي كانوا يتلمسون فيه بصيص أمل يخرجهم من هذه المحنة. يقول شقيق سوزان وتوأمها «أزهري»: «أول دخولها للمستشفى كانت تنظر إلي وتبكي حين أناديها باسمها سوزان حتى أن الممرضة قالت لنا جيد يدها تتحرك ، لكن مع الأسف في اليوم التالي تبين لنا الصمت الرهيب الذي كشفته لنا الأجهزة في أطرافها ودماغها، حاولنا نقلها إلى مستشفى آخر بمساعدة الأقارب, لكن من دون جدوى». وعن إمكانية علاجها إلى الخارج أكد شقيقا سوزان، سهيل وجميل ل «الحياة» أنه لم يخاطبهما أحد بخصوص ذلك، وقالا: « لا نريد علاجها في الخارج، نريد إيجاد علاجٍ سريع لها في الداخل، لكن ما من مسؤول اهتم بذلك، أو وفر لنا إمكانية علاجها في مستشفى ذي إمكانياتٍ أكبر، نحن وحدنا من يسأل القريب والبعيد عن علاجٍ لها، لكن بلا نتيجةٍ حتى الآن». ووصف شقيق سوزان التوأم «أزهري» ما يحدث لأخته ب «الكارثة»، وتساءل مذهولاً عن الفارق بين حالتها أول دخولها للمستشفى وما آلت إليه الآن، متمنياً لو أنها عولجت في مستشفى ذي إمكانياتٍ أفضل. تمضي الدقائق والساعات وأشقاء سوزان لا يجدون إلا جدار المستشفى ليسندوا ظهورهم عليه، يقفون بصبرٍ في انتظار بصيص أمل , وأمهم في المنزل بانتظار عودة سوزان. والتقت «الحياة» المعلمة علا التي قدمت إلى المستشفى للاطمئنان على صديقتها سوزان، وقالت : « كان يوماً طبيعياً وكأنه حلم مازالت سوزان بين أعيننا تركض، تساعد هذه وتقدم العون لتلك، كانت معلمةً نشيطة متعاونة، أسأل الله أن يكون بعونها وأسرتها» فيما قالت أحد المعلمات القاطنات في إحدى غرف المستشفى (فضلت عدم ذكر اسمها) : « أنا وشقيقتي معلمتان بنفس المدرسة، حين سمعت صوت جهاز الإنذار لم أفكر إلا في شقيقتي الحامل, تجمعنا في غرفة المعلمات أنا وريم وسوزان وغدير وأختي، وما أذكره جيداً في ذاك اليوم أنه حين داهمنا الدخان وأغلق الطريق في وجوهنا، قلت لهم بصوت عالٍ: قولوا لا اله إلا الله». وبدموع متقطعة استرسلت المعلمة: «نجوت أنا وأختي الحامل، وهي ترقد في مستشفى آخر، ولكن قلبي يتقطع على سوزان فكل يوم أرسل لها الممرضات ليطمئنوني عليها، وأسأل الله أن يشفيها، وأن يلهمنا وأهلها الصبر».