على رغم كثرة المسلسلات الكارتونية التي عرضتها الفضائيات خلال الأعوام الثلاثة الماضية، إلا أن رئيس «الجمعية السعودية للكاريكاتير والرسوم المتحركة» عبدالله صايل لم يجد في هذه المسلسلات أي عمل حقيقي يمثل فن «الكاريكاتير» بجميع أبعاده – بحسب وصفه-، صايل الذي بدا منتشياً وفرحاً بأي عمل «كارتوني» جديد، أكد ضرورة الاهتمام بالمحتوى، والاقتراب أكثر من هذا الفن الذي يجهل الكثيرون من المشتغلين به طبيعته وأبعاده وكثيراً من خفاياه. إذ أصر صايل في حديثه ل«الحياة» على أن فن الكاريكاتير تعرض للاختطاف في الأعمال التلفزيونية بدخول كثير ممن وصفهم ب«المتطفلين» على المهنة بحثاً عن التكسب المادي وأضاف: «مع بالغ الأسف لا تكلف القنوات الفضائية نفسها عناء التواصل مع الجمعية السعودية للكاريكاتير، ولا حتى مع الفنانين أنفسهم لتتيح الفرصة لمقاولين و «تجار شنطة» هدفهم المنفعة والتسويق لمنتجهم لوضعنا والمشاهدين تحت رحمتهم، والنتاج أعمال رديئة ضعيفة المستوى تمسخ هوية الكاريكاتور والفن على حد سواء»، واستشهد صايل بما عرض في مسلسل «كاريكتون» الذي بثته شاشة القناة السعودية الأولى خلال شهر رمضان الماضي، معتبراً أن العمل شوّه تاريخ الفنان عبدالسلام الهليل «لم يفلح القائمون على العمل في التعامل مع الإرث الكاريكاتوري الكبير للفنان الهليل، فكيف سيتسنى للإخوان المصريين أو السوريين أو غيرهم من الجنسيات العاملة في المسلسل معرفة إرث وثقافة السعودية والشخصيات المغرقة في المحلية مثل شخصية مفتاح 14 وغيرها من شخصيات الهليل المعروفة، ما حدث هو مسخ وتشويه لتاريخ الهليل الكاريكاتوري، إذ إن العمل لم يحمل من هوية الهليل أي شيء، فلم نعرف هل العمل من فئة الأعمال الثلاثية أو ثنائية الأبعاد أو «كت آوت»، ولا نستبعد في المستقبل أن يطال التشويه تاريخ بقية الفنانين والرواد مثل الخريجي والخنيفر وغيرهم». وأوضح صايل أن التطفل على المهنة أغفل العديد من الجوانب المهمة والرئيسية مثل التحريك الذي يعتبر حجر الأساس في تحويل الشخصية الكاريكاتورية وتصميمها بجهاتها الأربع بكامل انفعالاتها وأبعادها النفسية والفنية عبر «الستوري بورد» (الشرح القصصي المصور) وأضاف: «هم يستخدمون «فريمات» قليلة لخفض كلفة الإنتاج المرتفعة، ويسلمون الأعمال لمصممين يجهلون الهوية السعودية ويتعاملون بمبدأ «صفقة الكارتون الواحدة» ومن ثم البحث عن عمل آخر، بغض النظر عن المحتوى وجودة العمل». وحول آخر ما وصل له مسلسل «الخال» الكارتوني الذي أشرف على ورشة كتابته وصمم شخصياته الفنان صايل قال: «بذلنا جهداً كبيراً جداً لكننا صدمنا بمادية القائمين على القنوات الفضائية، إذ رفضوا منح العمل ما يستحق، فهم يبحثون عن الحصول على حق بثه مقابل ثمن بخس، فطالبونا بالبحث عن ممول للعمل، ولا أدري هل أتحول لألعب دور المحاسب أو المسوق أو الموسيقي أو الفنان، ما شكل فجوة كبيره بيننا وبين القنوات الفضائية، على إثرها قررنا حجب العمل وتأجيل عرضه». ولفت صايل إلى اتجاه العديد من الشباب المبدعين والموهوبين اليوم إلى بث أعمالهم التي اعتبرها أكثر جودة وكفاءة عبر قنوات «يوتيوب» أو شبكات التواصل الاجتماعي مما تعرضه الفضائيات، وأثبتوا من خلالهم تفوقهم على من قدموا أعمالاً لا تمت لهذا الفن بصلة. ...والسناني: انتظروا «الخال» في فيلم سينمائي روائي طويل