بات من الطبيعي أن يتوقع عشاق أرسنال أن يكون هداف الفريق الهولندي روبن فان بيرسي بين مسجلي الأهداف في كل مباراة، ولما لا وهو فعل ذلك في المباريات الأخيرة للفريق بينها عشرة أهداف في المباريات الخمس الأخيرة. كثيرون يعتبرون فان بيرسي آخر نجوم أرسنال العظام، فبعد رحيل نجمي الفريق سيسك فابريغاس (إلى برشلونة) وسمير نصري (إلى مانشستر سيتي) وعدم تعويضهما بنجوم كبار، كانت بداية الفريق كارثية في الدوري، إذ تعرض لأربع هزائم في المباريات السبع الأولى، بينها هزيمة تاريخية نكراء أمام مانشستر يونايتد (2-8)، لكن غريزة النجم الهولندي التهديفية نشلت الفريق وأعادته إلى السكة الصحيحة بين الكبار بعد تسجيله أكثر من نصف أهداف الفريق (سجل 13 هدفاً فيما مجموع ما سجله الفريق 25 هدفاً في الدوري)، بينها 10 أهداف في المباريات الخمس الأخيرة، رفعت رصيده إلى 31 هدفاً في 28 مباراة لعبها خلال العام 2011 مع النادي اللندني، وهو رقم قد يصبح قياسياً لو نجح في تسجيل 6 أهداف أخرى قبل نهاية العام الجاري، كي يكسر الرقم القياسي الذي يحمله نجم منتخب إنكلترا ونيوكاسل السابق الآن شيرر برصيد 36 هدفاً. على رغم أهمية فان بيرسي البالغة لفريقه إلا أن مدربه آرسين فينغر يدرك أنه لا يستطيع إشراك هدافه في كل مباراة للفريق، خصوصاً أن له ماضياً في الإصابات التي أبعدته أسابيع وشهوراً في كل موسم، لذا آثر المدرب الفرنسي أراحته في عدد من المباريات في مسابقات مثل كأس المحترفين ودوري أبطال أوروبا، ما قاد إلى قلق عدد من المشجعين، وإلى سؤال مهم: من سيخلف فان بيرسي في حال ابتعاده للإصابة؟ فينغر نفسه يدرك أن تعويض غياب فان بيرسي سيكون صعباً إن ليس مستحيلاً، فبديل النجم الهولندي في الفريق هو المهاجم المغربي مروان الشماخ الذي أخفق في التأقلم مع أسلوب لعب الفريق، وبالتالي في البروز، ويبدو أنه في طريقه إلى الرحيل في فترة الانتقالات الشتوية، في حين لم يبرز المهاجم الآخر الكوري الجنوبي بارك تشو يونغ، ويقول فينغر: «إنه دائماً قرار صعب، متى أريح روبن ومتى أشركه رئيسياً، وأنا أعلم أنه لعب 45 مباراة هذا العام لنا ولمنتخب بلاده وهو معرض دائماً للإصابة، فعليّ أن أكون حذراً في استغلال خدماته، إنها حقاً معضلة، فأنا أعلم أنه في الشهور الستة الماضية قدم روبن أفضل عروضه على الإطلاق، ورأينا فطرته التهديفية بكامل روعتها، فمن الصعب أن تريحه في مباريات حاسمة». وأضاف فينغر: «من الغريب أن نعلم أن روبن ليس مهاجماً تقليدياً وليس مهاجماً هدافاً، فعندما تشاهده لن يخطر على البال، إن هذا اللاعب هداف بل جناح يصنع الفرص، لكن عندما تقرأ سجله التهديفي فإنه يرعبك وتدرك أنه ليس لاعباً رائعاً فحسب، بل هداف متميز». وأكمل: «روبن مهاجم مختلف، فمن العادة أن يكون الهداف مهاجماً يسعى إلى اصطياد الأهداف فحسب، لكن روبن يملك كل شيء فهو لاعب رائع وأهدافه كلها مميزة وغير تقليدية». معضلة أخرى تواجه فينغر، وهي رفض فان بيرسي البحث في تمديد عقده الذي ينتهي في نهاية الموسم المقبل، كونه يريد التأكد من توجه النادي وطموحه في تحقيق الألقاب، خصوصاً أن النادي يدخل عامه السابع من دون أي لقب.