جدد مدير عام فرع هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في مكةالمكرمة السابق الدكتور أحمد بن قاسم الغامدي، قوله أن ستر الوجه والكفين غير واجب على المرأة، مؤكداً أن «بروز الأستاذة القديرة سعادة المانع كاشفة الوجه على منصة النادي الأدبي بالباحة ليس منكراً، بل ريادة وعطاء» مشيراً إلى عدد من النصوص، «لعلها تعين على تفهم الحق». وخاطب الغامدي أولئك المحتجين قائلاً: «أرفقوا أيها الكرام على أنفسكم وعلى الناس، واسلكوا مسالك الشرع الحكيمة في إيصال رأيكم، والطرق النظامية في معالجة ما قد تظنونه مخالفاً، وإياكم وطرق أهل الغلو والجهالة والتشدد». وقال في تعليق ل«الحياة» حول ما حصل للدكتورة سعاد المانع في نادي الباحة الأدبي من احتجاجات: «إن المنقول عن كبار فقهاء الصحابة والتابعين وتابعيهم من أئمة الفقه والحديث القول بأن ستر الوجه والكفين غير واجب على المرأة لقوله تعالى (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها)، فالثابت بالأسانيد الصحيحة عن عائشة وابن عباس وابن عمر وأبي هريرة وأنس بن مالك والمسور بن مخرمة، أن الوجه والكفين هما المستثنيان بقوله تعالى ( إلا ما ظهر منها) ولا يعرف لهم بسند صحيح مخالف من الصحابة، وعلى هذا القول كبار التابعين كالحسن البصري وسعيد بن المسيب وسعيد بن جبير والضحاك والأوزاعي وعطاء بن أبي رباح وقتادة ابن دعامة وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم ومكحول ووكيع وأبو إسحاق السبيعي وهو ما قال به جمهور المفسرين والفقهاء من المتقدمين كالشافعي ومالك وأبو حنيفة وأحمد وغيرهم، واختاره ابن قدامة، وأقره ابن تيمية في الفتاوى، وهو الصحيح من مذهبه، وعلى هذا القول عامة الفقهاء من المتأخرين، وهو المفهوم من لازم قوله تعالى: «قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم». وقوله تعالى: «لا يحل لك النساء من بعد أن تبدل بهن من أزواج ولو أعجبك حسنهن»، ومن سبب نزول قوله تعالى: «وإن خفتُم ألا تقسطوا في اليتامى، فانكحوا ما طاب لكم من النساء، مثنى وثلاث ورُباع، فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة»، مشيراً إلى أن هذه الآيات «في عامة النساء أما القواعد فخفف عنهن بقوله تعالى: «وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللَّاتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بزينة» والسنة الصحيحة من فعله عليه الصلاة والسلام تدل على صحة القول بكشف الوجه والكفين، ومنها حديث المرأة الخثعمية في الصحيحين، وحديث المرأة سفعاء الخدين في صحيح مسلم، وحديث «إذا رأى أحدكم امرأة فأعجبته ...الحديث» في صحيح مسلم ومسند أحمد وسنن أبي داود وصححه الألباني، وحديث المرأة التي عرضت نفسها عليه صلى الله عليه وسلم «فصعد فيها النظر وصوبه ...الحديث» في الصحيحين، وحديث سبيعة حين دخل عليها أبو السنابل بن بعكك، فرآها قد اختضبت واكتحلت وتهيأت... فخطبها فأبت في صحيح البخاري، وأحاديث أخرى كثيرة تشهد لجواز كشف المرأة وجهها وكفيها، ومع ذلك قد نجد من يقف ويطالب بإلزام الناس بقول مرجوح لا دليل له من قرآن ولا سنة، ولا يعضده قول صحيح عن سلف الأمة من الصحابة رضي الله عنهم». وأوضح الغامدي أن الرأي الصحيح يحمل قوته في ذاته من برهانه وأدلته ووسيلة إيضاح حجته، أما إذا كانت المسألة استعلاءً بغير حق برفع صوت أو عدد حضور ونحوه، فليس ذلك من أدب طلاب العلم، ولا أدب الحوار، وهو غير مأذون به شرعاً، فضلاً عن إخلاله بالنظام على العموم لتنظيم حياة العباد والبلاد في ظل قيادة حكيمة».