«أبو محمد» مواطن سعودي أب لأربعة أبناء أصغرهم تبلغ من العمر عاماً، أقفلت أبواب السعادة في وجهه، وتوالت عليه مصاعب الحياة ومصائبها، وأحاطت به الملمات من كل الجهات، فزوجته مصابة بالفشل الكلوي، الأمر الذي تسبب في تراكم الديون عليه، إلى درجة عدم استطاعته دفع إيجار شقته الصغيرة منذ نحو عامين وتهديده بالطرد منها. ويقول أبو محمد: «كانت البداية أثناء الحمل الأخير لزوجتي، وتحديداً في الشهر السابع، إذ شعرت ببعض الآلام التي اضطرتني إلى أخذها إلى مستشفى القوات المسلحة في المنطقة الجنوبية، وهناك فاجأنا الطبيب بأنه لا بد من إجراء جراحة قيصرية لإنزال الجنين فوافقت على الفور وأجريت الجراحة وأنزلت الطفلة من بطن أمها وأدخلت قسم العناية المركزة للأطفال الخدج، بسبب مشكلات في القلب والرئتين، علاوة على عدم اكتمال النمو». ويضيف: «توقعت أن العارض الصحي انتهى على خير، وبينما كنت أنتظر ورقة خروج زوجتي من المستشفى، وإذ بالطبيب المشرف على حالها يوجه بنقلها إلى قسم الكلى في المستشفى، وكانت صدمة كبيرة بالنسبة لي عندما أكد لي أن الكلى لا تعمل لضعف عضلة القلب ولا بد من إجراء غسيل كلوي عاجل لها لأن نسبة مادتي اليوريا والكرياتينين بدأتا في الارتفاع»، مؤكداً أنه وافق على أمل أن تعاود الكلى عملها مرة أخرى، إلا أن الغسيل اليومي للكلى استمر لمدة خمسة أشهر متواصلة، ما سبب معاناة أخرى تمثلت في وجود أربعة أطفال يحتاجون إلى والدتهم التي ترقد في المستشفى. «أبومحمد» كثير التفكير يتكلم تارة ويسكت أخرى، يخفض رأسه بشكل متواصل حتى يخرج لنا جملة مفيدة وسط حزن عميق وفي عينيه دموع أبى عليه حياؤه السماح لها بالخروج، «بعد خمسة أشهر من المعاناة خرجت زوجتي من المستشفى ولكن بمواعيد غسيل كلوي منتظمة بمعدل ثلاث مرات أسبوعياً، حاولنا إجراء جراحة زراعة كلية وأبديت استعدادي للتبرع، ولكن كان الرد المؤلم أنه لا يمكن إجراء الجراحة لوجود ضعف كبير في عضلة القلب يعوق إجراء الجراحة». ويتابع الزوج المحبط: «لم تقتصر المعاناة على مرض زوجتي وحسب، فقد أثرت هذه الظروف على انتظامي في عملي ومصدر رزقي، إذ كنت أضطر أثناء تنويم زوجتي إلى البقاء إلى جانب أطفالي، فتعرضت للتهديد بالفصل من عملي أكثر من مرة بسبب غيابي»، موضحاً أنه فشل في إقناع مرؤوسيه بتقدير ظروفه على رغم علمهم بمرض زوجته. ضاقت الدنيا على «أبو محمد»، وبات خائفاً على مستقبل صغاره، الأمر الذي أجبره على الاقتراض من أحد المصارف لسداد ديون تراكمت عليه، «لا يتبقى من راتبي إلا نحو 1700 ريال لا تكفي لمصاريف المنزل والأطفال والإيجار، بعدها قررت بيع سيارتي لكي أتمكن من الوفاء ببعض التزاماتي تجاه زوجتي وأم أطفالي». قبل مغادرة «الحياة» منزله، أراد أبو محمد إيصال رسالة إلى أهل الخير يحثهم فيها على الوقوف معه في محنته، «أنا أعيش معاناة يومية مع الخوف والقلق على حياة زوجتي ومستقبل أسرتي، لعدم قدرتي على توفير مستلزماتهم اليومية، علاوة على تهديد صاحب المنزل بالطرد وكثرة الديون، وأرجو مساعدتي وإدخال الطمأنينة إلى نفسي وإلى أطفالي».