كانبيرا، بالي (أندونيسيا) – أ ب، رويترز، ا ف ب - تعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما امس، ألا يؤثر خفض نفقات موازنة بلاده في وجودها العسكري في منطقة آسيا-المحيط الهادئ التي اعتبرها أولوية، مجدداً دعوته الصين الى «احترام المعايير العالمية وحقوق الإنسان»، لكن بكين اتهمته بمحاولة «احتوائها». وقال: «الولاياتالمتحدة تجري إعادة تنظيم لنفقاتها العامة، ونحن نخفض النفقات. لكن ما على هذه المنطقة معرفته هو الآتي: في وقت ننهي الحروب الراهنة، أمرت فريقي للأمن القومي بأن يمنح أولوية لوجودنا ومهماتنا في منطقة آسيا المحيط-الهادئ». وأضاف في خطاب أمام البرلمان الاسترالي: «بناءً على ذلك، لن تحصل التخفيضات في نفقات الدفاع الأميركية على حساب منطقة آسيا-المحيط الهادئ. الولاياتالمتحدة قوة عظمى في المحيط الهادئ، ونحن هنا لنبقى». أتى ذلك بعد إعلان أوباما ان الولاياتالمتحدة ستعزز وجودها العسكري في شمال استراليا القريب من الصين، التي اعتبرت أن ذلك «لا يصبّ في مصلحة المنطقة». كما رأت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) ان واشنطن تشعر بأنها مهددة من صعود بكين ونفوذها في جنوب شرقي آسيا، معتبرة أن أوباما يستهدف «احتواء الصين وموازنة نمو الصين». كما حذر وزير الخارجية الاندونيسي مارتي ناتاليغاوا من أجواء «الريبة وعدم الثقة» التي قد يثيرها تعزيز الوجود العسكري الأميركي في استراليا. لكن أوباما تعهد «مواصلة جهودنا لبناء علاقة تعاون مع الصين، وفي الوقت ذاته سنواصل الحديث بصراحة معها عن أهمية احترام المعايير العالمية وحقوق الانسان العالمية للشعب الصيني»، مضيفاً: «لدولنا جميعاً مصلحة عميقة في صعود صين مسالمة ومزدهرة، ولهذا السبب ترحب الولاياتالمتحدة بذلك. رأينا أن في إمكان الصين أن تكون شريكاً، من خفض التوترات في شبه الجزيرة الكورية الى منع الانتشار النووي». وزاد: «سنبحث عن مزيد من الفرص للتعاون مع بكين، بما في ذلك مزيد من التعاون بين قواتنا العسكرية، لتعزيز التفاهم وتجنب سوء التقدير». في غضون ذلك، اعتبر خبراء اللجنة الاقتصادية والأمنية في مجلس الشيوخ الاميركي، في تقرير سنوي أن «الدعم الذي تقدمه الصين لكوريا الشمالية وايران، يدل على رغبتها في وضع مصالحها الخاصة قبل الاستقرار الاقليمي، من خلال منح دعم اقتصادي وديبلوماسي لدول تنسف الامن العالمي». وتطرّق أوباما في خطابه الى كوريا الشمالية، متعهداً «التعامل بحزم» مع «نقلها معدات نووية الى دول أو كيانات ليست بدول، إذ سيُعتبر تهديداً شديد الخطورة للولايات المتحدة وحلفائنا». كما أشاد بخطوات إصلاحية نفذتها ميانمار، لكنه اضاف مستدركاً: «انتهاكات حقوق الانسان متواصلة، وسنواصل التحدث في وضوح عن اجراءات يجب ان تتخذها حكومة ميانمار لتحسين علاقاتها بالولاياتالمتحدة». تزامن خطاب أوباما مع افتتاح القمة السنوية ل «رابطة دول جنوب شرقي آسيا» (آسيان) في جزيرة بالي الاندونيسية. وتضم «آسيان» عشر دول هي: بروناي وكمبوديا واندونيسيا ولاوس وماليزيا وميانمار والفيليبين وسنغافورة وتايلاند وفيتنام، لكن القمة ستتسع غداً السبت، لقمة آسيا الشرقية التي تضم 18 دولة، بما في ذلك للمرة الاولى روسياوالولاياتالمتحدة بمشاركة أوباما.