لندن، سنغافورة، موسكو، دبي، الجزائر - رويترز، يو بي آي، أ ف ب - هبطت أسعار النفط أمس مع امتداد أزمة الديون الأوروبية إلى إسبانياوفرنسا، بينما بقيت تكاليف الاقتراض الإيطالية عند مستويات لا تحتمل، إلى جانب مخاوف من نمو الطلب وسط خلافات بين فرنسا وألمانيا حول دور البنك المركزي الأوروبي لكبح أزمة ديون منطقة اليورو. ومع تدهور التوقعات بالنسبة إلى أوروبا، تحوّلت أنظار المستثمرين إلى الولاياتالمتحدة بحثاً عن مؤشرات على آفاق الطلب بعد سلسلة من البيانات الاقتصادية الإيجابية. وهبط خام «برنت» دولارين إلى 109.88 دولار للبرميل، كما تراجع الخام الأميركي الخفيف دولارين إلى 100.59 دولار، بعدما أسفر مزاد للسندات العشرية في إسبانياوفرنسا عن ارتفاع تكاليف اقتراض البلدين في شكل ملحوظ. ونقلت صحيفة «فايننشال تايمز» عن مصادر مطلعة أمس قولها إن «رويال داتش شل انسحبت من محادثات لتطوير النفط مع حكومة إقليم كردستان، في محاولة لحماية استثمارات مربحة في جنوب العراق». ولم تحدّد الصحيفة المشروعات التي كانت «شل» تسعى للاستثمار فيها، في حين أحجمت شركات نفطية كبيرة عن دخول الإقليم شبه المستقل في شمال البلاد، بسبب منع بغداد الشركات التي تستثمر هناك من العمل في الحقول الجنوبية. لكن الحكومة الكردية أعلنت الأسبوع الماضي أنها وقعت عقداً مع «اكسون موبيل» الأميركية، ما دفع بغداد للتهديد بسحب رخصة الشركة في الجنوب. وأكد مسؤولون تنفيذيون أن الشركات الكبيرة تنتظر ما سيسفر عنه الأمر قبل المضي قدماً، لكن إذا استطاعت «اكسون» أن تحتفظ بعملياتها في الجنوب والوصول إلى احتياطات جديدة في كردستان، فيُرجّح أن تسعى «شل» وغيرها إلى ذلك أيضاً. ولدى «شل» اتفاقات لتطوير حقول نفطية في جنوب العراق، كما تجاوز اتفاق غاز قيمته 17 بليون دولار آخر عقبة رئيسة قبل أيام بموافقة مجلس الوزراء عليه. إلى ذلك أعلن المبعوث الرئاسي الروسي إلى الشرق الأقصى فيكتور ايشاييف أمس أن كوريا الشمالية ستحصل على 100 مليون دولار سنوياً في حال أصبحت دولة ترانزيت للغاز الروسي إلى كوريا الجنوبية، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الروسية «نوفوستي» عنه. وقال إيشاييف إن «مبلغ 100 مليون دولار سنوياً سيكون ضخماً بالنسبة إلى بلد لا يتجاوز ناتجه الإجمالي السنوي ال10 بلايين دولار. يُشار إلى أن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أعلن في آب (أغسطس) الماضي، إثر لقائه الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ إيل، التوصل إلى اتفاق بين الأطراف المعنية لبدء مشروع أنبوب غاز إلى كوريا الجنوبية بكلفة تقدّر ب 6 بلايين دولار. «أدنوك» تشتري بنزيناً إلى ذلك أعلن تجار أمس أن شركة «بترول أبو ظبي الوطنية» (أدنوك) تسعى إلى شراء 150 ألف طن من البنزين للتسليم بداية عام 2012. وأشاروا إلى أن «أدنوك» دعت في مناقصة بعض الشركات، منها «ترافيغورا» و«بي بي» و»شل» و»جلينكور» و»فيتول». وأغلقت المناقصة، التي طرحت في وقت سابق من الأسبوع، في حين لم يتضح على الفور ما إذا كانت «أدنوك» قد أرست أي عقود. وأوضح أحد التجّار أن «أدنوك تشتري الوقود لتأمين الإمدادات عند إغلاق مصفاة «الرويس» في كانون الثاني (يناير) وشباط (فبراير) المقبلين لتنفيذ صيانة دورية». عائدات النفط الجزائرية وتوقّع مسؤولون أن تصل عائدات النفط إلى 72 بليون دولار نهاية السنة، مؤكدين أنها بلغت 59.4 بليون دولار نهاية الشهر الماضي. وأشاروا على هامش انتخابات تجديد نقابة عمال الشركة في العاصمة الجزائرية أمس: «اكتشفت سوناطراك خمسة مواقع بترولية وغازية خلال الشهرين الماضيين»، وأن بعض الشركات الأجنبية أبدت اهتماماً بالاستثمار في الغاز غير التقليدي في الجزائر. ولفتوا إلى أن القرار المتعلق بالاستثمار في أنبوب نقل الغاز «غالسي» المتجه إلى إيطاليا، سيتخذ خلال الأسابيع المقبلة. وبيّنوا أن بلادهم تنتظر توفير الشروط الأمنية الضرورية للعودة إلى ليبيا، حيث تعمل منذ العام 2005 في حقلين نفطيين. يُذكر أن الجزائر أعلنت عام 2009 عن برنامج استثماري طموح تجاوزت قيمته 60 بليون دولار في الصناعة النفطية يمتد حتى عام 2019، بعد دعوة الرئيس عبد العزيز بوتفليقة الحكومة إلى تجديد احتياط الطاقة في البلاد. وأقال بوتفليقة أمس شراوطي، وعيّن رئيس فرع الشركة في سويسرا عبد الحميد زرقين خلفاً له، كما أعلن مصدر في وزارة الطاقة.