روما، ميلانو - يو بي آي – أعلن رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلوسكوني، وفق ما أوردت مصادر إيطالية، في كلمة توجه بها إلى مؤيدي «حزب الشعب» الذي يرأسه، أن حكومة ماريو مونتي «ستبقى قائمة حتى يقرر الحزب العكس». ومعروف أن حزب «شعب الحرية» هو الأكثر تمثيلاً في مجلسي النواب والشيوخ حتى ولو بات خارج الحكم لفقدان الغالبية. وصاحَبَ تشكيلَ حكومة مونتي، التي تعد الجهاز التنفيذي التكنوقراط الأول في تاريخ البلاد، جدلٌ حول مدتها، بين مَن ينادي ببقائها حتى نهاية الدورة التشريعية عام 2013، ومَن يريد انتهائها مع إنجاز برنامج الإصلاحات المالية الذي عُيّنت لأجله. ويُفترض أن يصوّت مجلس النواب اليوم على الثقة في الحكومة، بعد تصويت مجلس الشيوخ مساء أمس في حال حظيت بالثقة. وأكد مونتي، أن ايطاليا «تواجه وضعاً طارئاً خطيراً، يمكن أن يساهم في تحديد مستقبل الاتحاد الأوروبي». ولفت إلى أن «الركائز الثلاث لسياسة الحكومة ستكون صرامة الموازنة والنمو الاقتصادي والعدالة الاجتماعية». وتُرجم الاحتجاج على التشكيلة التكنوقراطية للحكومة، بخروج آلاف الايطاليين إلى الشوارع أمس في مدن عدة، ووصفوا هذه التشكيلة ب «حكومة المصرفيين». ورشق الطلاب في ميلانو، العاصمة المالية للبلاد، رجال الشرطة بالألعاب النارية، في حين حاولت الشرطة منع المحتجين من الاقتراب من جامعة بوتشوني التي يرأسها مونتي وباتت رمزاً لحكومة التكنوقراط الجديدة. وردّت الشرطة باستخدام الهراوات، وأفاد مصدر أمني بأن أحد الصحافيين أُصيب من الألعاب النارية. وشهدت مدن تورينو وروما وباليرمو وباري احتجاجات، حيث استهدف المحتجون الجامعات التي درس فيها بعض من وزراء مونتي فضلاً عن مصارف ومكاتب للضرائب. واشتبك في تورينو آلاف المتظاهرين مع الشرطة، لدى محاولتهم الاقتراب من مقر محلي للبنك المركزي الإيطالي. وردَّد متظاهرون هتافات مثل «رائحة التقشف» و «مونتي سيجعلنا متسولين».