لقي توقيف عناصر ينتمون إلى مجموعات إرهابية من تنظيم «القاعدة» و«داعش» من جانب الأجهزة الأمنية اللبنانية اهتماماً دولياً وعربياً غير مسبوق تجلى في قدوم وفود فرنسية وألمانية وسعودية لمواكبة التحقيقات الجارية مع الموقوفين، خصوصاً أن العمليات الاستباقية التي أدت إلى توقيف بعض الشبكات كانت ثمرة تعاون أمني لبناني - ألماني - أميركي أدى إلى اكتشاف عدد من الخلايا النائمة التابعة لهذه المجموعات أثناء استعدادها لتنفيذ تفجيرات انتحارية إرهابية في عدد من المناطق اللبنانية، تفضل القيادات الأمنية المعنية بالتحقيقات الجارية التكتم على مكان وزمان تنفيذها... وجاء حضور وفد من السعودية إلى بيروت في أعقاب اتصال جرى بين وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ونظيره السعودي الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز. وعلمت «الحياة» أن الوفد التقى القيادات الأمنية ويقوم حالياً بمواكبة التحقيقات التي يجريها فرع التحقيق في الأمن العام مع الموقوف السعودي علي إبراهيم الثويني الذي أوقفته قوة من الأمن العام عندما دهمت فندق «دو روي» وأصيب خلالها بحروق فيما قتل السعودي الآخر عبدالرحمن ناصر الشنيفي عندما فجر حزاماً ناسفاً كان يحمله بيديه عند الباب المؤدي إلى الغرفة التي يقيمان فيها وذلك لحظة قيام قوة من الأمن العام بدهم غرفتهما. وعلمت «الحياة» أيضاً أن الشنيفي كان يزنّر نفسه بحزام ناسف آخر لكن شدة الانفجار أدت إلى ذوبان المتفجرات التي كانت في داخله من دون أن يتمكن من تفجيره، فيما أصيب زميله الثويني بحروق، ووجد على مقربة من الشرفة حيث كان يقوم باستطلاع المنطقة المحيطة بالفندق، وما إذا كانت محاصرة بقوة إضافية من الأمن العام. وكشفت المصادر الرسمية نقلاً عن مراجع سياسية وأمنية نافذة في الحكومة اللبنانية أن السعوديين وصلا إلى بيروت من طريق اسطنبول في 11 حزيران وأقاما في فندق غير الفندق الذي وُجِدا فيه أثناء عملية الدهم. وقالت إن المطلوب الإرهابي المدعو منذر الحسن الذي يلاحق حالياً هو الذي أمن لهما انتقالهما إلى «دو روي» ووفر لهما المال لدفع بدل إقامتهما. وتوقعت المصادر وجود شخص آخر من التابعية السورية له علاقة بالتواصل معهما، وقالت إن الشنيفي مطلوب من السلطات الأمنية في السعودية بعدما ثبت انتقاله إلى سورية ومشاركته في القتال إلى جانب المجموعات التابعة ل«داعش». ولم تستبعد المصادر أن يكون الحسن وجد في «دو روي» لمرات عدة استناداً إلى المعلومات الأولية التي توصل إليها فريق التحقيق في الأمن العام. ولا تستبعد التحقيقات الجارية مع الفرنسي الموقوف والسعودي الثويني، ومن خلال تعاون وثيق بين شعبة المعلومات والأمن العام ومديرية المخابرات في الجيش اللبناني بغية تبادل المعلومات والتدقيق في كل شاردة وواردة في ضوء الاعترافات الأولية التي أدليا بها، وجود ترابط بين الموقوفين لجهة انتمائهما إلى «داعش» حتى لو لم يكونا على معرفة ببعضهما بعضاً. وعزت المراجع النافذة، كما تقول المصادر، السبب إلى أن مشغلهما واحد هو منذر الحسن الذي يرجح أنه أحد أبرز المشغلين المنتمين إلى «داعش».