رام الله، القاهرة - «الحياة»، أ ف ب - دان رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات قرار الحكومة الإسرائيلية بناء 800 وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة. وقال عريقات «يبدو أن جميع محاولات اللجنة الرباعية والمجتمع الدولي والعالم بأسره لإقناع إسرائيل بوقف الاستيطان وخلق الأجواء المناسبة لاستئناف المفاوضات قد باءت بالفشل». وكان المتحدث باسم وزارة الإسكان الإسرائيلية أرييل روزنبرغ أعلن أمس أنه سيتم طرح عطاءات لبناء نحو 800 وحدة استيطانية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة. وأضاف أن الوزارة ستقوم «خلال شهر أو اثنين» بإصدار العطاءات المتعلقة ببناء 749 وحدة سكنية في هار حوما (جبل أبو غنيم) جنوبالقدسالشرقية و65 في بسغات زئيف الواقعة شمالاً. وأوضح روزنبرغ أن المبادرة مرتبطة بسعي الحكومة لتسريع البناء في المستوطنات بعد فوز الفلسطينيين بعضوية هيئة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (يونيسكو). وأفاد روزنبرغ بأن القرار «يتلو قرار الحكومة تسريع البناء في القدس». وتابع «سيستغرق الأمر شهراً أو شهرين قبل أن تطرح العطاءات. واعتقد أنها في غضون شهرين أو ثلاثة بعد ذلك سيتم اختيار الفائزين وبعدها بعام أو عام ونصف سيبدأ البناء». وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو في الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) تسريع الاستيطان في القدسالشرقية والضفة الغربيةالمحتلة وتجميد تحويل الأموال إلى الفلسطينيين رداً على قبول عضويتهم في «يونيسكو». إلى ذلك، انتقدت الجامعة العربية منح الحكومة الإسرائيلية الضوء الأخضر لجمعية «صندوق تراث حائط المبكى» اليهودية اليمينية الاستيطانية ترخيصاً من أجل هدم تلة باب المغاربة المؤدية إلى المسجد الأقصى المبارك، وذلك بهدف بناء جسر عسكري كبير يمكِّن القوات والآليات العسكرية الإسرائيلية من اقتحام المسجد الأقصى المبارك. وحذر السفير محمد صبيح من أن «هذا القرار الخطير يُمثل خطوة تصعيدية تنذر بعواقب وخيمة لأنها تمس بالمسجد الأقصى المبارك في شكل خطير، إضافة إلى الحفريات المستمرة في أكثر من موقع من القدس وإلى الهجمة الاستيطانية المحمومة التي تتم على مدار الساعة في القدسالشرقيةالمحتلة وضواحيها». ودان صبيح بشدة «هذا القرار الذي ينتهك القانون الدولي واتفاقية جنيف الرابعة، وجميع قرارات منظمة ال «يونيسكو» الخاصة بالحفاظ على المعالم التراثية والأثرية والتراث الإنساني لمدينة القدس وعدم المساس بها»، وطالب «يونيسكو والمجتمع الدولي بالضغط على إسرائيل لثنيها عن هذا القرار ومطالبتها بالحفاظ على جميع المعالم التراثية والأثرية للمدينة المحتلة باعتبار ذلك من واجبات الدولة المحتلة تجاه معالم تراث وتاريخ الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال الإسرائيلي». وحذر من أن «استمرار إسرائيل في عنجهيتها وغيها وضربها عرض الحائط لجميع قرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، سيكون له تداعياته الخطيرة ليس على مستقبل وأمن إسرائيل فحسب وإنما على مستقبل المنطقة بأسرها، إذ إن بليون ونصف مسلم يعتبرون حرمة المسجد الأقصى المبارك أمر لا يمكن المساس به بأي حال من الأحوال، وأن جميع المقدسات الإسلامية والمسيحية في مدينة القدسالمحتلة هي خط أحمر لا ينبغي تجاوزه».