أنقرة، دمشق -»الحياة»، أ ف ب، رويترز- قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن «الإدارة السورية على طريق خطير جداً وهي على حد السيف»، محذراً من وجود «هاوية» في نهاية الطريق الذي تسلكه وطالب باعتذار فوري بعد تعرض بعثات ديبلوماسية تركية في سورية لهجمات في مطلع الأسبوع. وجاءت تصريحات اردوغان غداة اجتماع عقده وزير الخارجية التركي أحمد داود اوغلو مع ممثلين عن المجلس الوطني السوري، حيث طلب المجلس فتح مكتب تمثيلي له في تركيا. وقال أردوغان أمام اجتماع حزبي أمس «ما من أحد يتوقع الآن تلبية مطالب الشعب (السوري). نريد جميعاً الآن أن ترجع الإدارة السورية - التي هي الآن على حد السكين - عن حافة الهاوية». وأضاف أردوغان «أدين بقوة مرة أخرى الهجمات على مسؤولين أتراك وعلى العلم التركي. وننتظر من الإدارة السورية أن تتخذ فوراً كل الخطوات الضرورية للاعتذار وتحمل المسؤولية». وزاد «يا بشار.. أنت مطالب بمعاقبة من تعدوا على العلم التركي. ولا نريد من الإدارة السورية أن تحترم الأتراك والعلم التركي وحسب بل وأن تحترم شعبها.. نحن نريد هذا بوجه خاص». وكرر رئيس الوزراء التركي قوله إن بلاده فقدت كل أمل بأن يلبي النظام السوري مطالب الأسرة الدولية في بدء إصلاحات ديموقراطية ووقف العنف. وتابع «لم نعد ننتظر أن تبرهن إدارة الأسد على قيادة شريفة ومقنعة وشجاعة ومصممة... لم يعد احد ينتظر منه أن يمتثل لمطالب الأسرة الدولية». كما أشاد بقرار جامعة الدول العربية تعليق عضوية سورية. في موازاة ذلك، قررت تركيا وقف أنشطة التنقيب عن النفط التي تجريها مع سورية، كما هددت بقطع الكهرباء التي تمدها بها بعد هجوم المتظاهرين السوريين على بعثات ديبلوماسية تركية، كما اعلن وزير الطاقة تانر يلديز امس. ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن الوزير التركي قوله إن تركيا يمكن أن تعيد النظر في إمداد سورية بالكهرباء إذا استمرت الأجواء الحالية بين البلدين اللذين كانا حليفين في المنطقة. وقال الوزير التركي «نمد سورية بالكهرباء حالياً». وأضاف «إذا استمر هذا الوضع فسنضطر لمراجعة كل هذه القرارات». وتصدر تركيا الكهرباء إلى سورية منذ إبرام اتفاق بين البلدين في 2006. من جهة أخرى، اعلن يلديز وقف التعاون في مجال التنقيب عن النفط بين البلدين. وأوضح أن هذا القرار يتعلق بست آبار في سورية حيث كانت تعمل شركة النفط التركية الحكومية والشركة الوطنية السورية للنفط. ويعبر أردوغان الذي كان الحليف السياسي والصديق الشخصي للأسد، منذ اشهر عن خيبة أمله من الموقف الذي تبناه نظام دمشق حيال الحركة الاحتجاجية في الدولة المجاورة والتي أسفرت عن سقوط 3500 قتيل على الأقل منذ بداية آذار (مارس)، حسب الأممالمتحدة. وتستضيف تركيا الآن المعارضة السورية الرئيسية ووفرت ملاذاً لجنود سوريين منشقين. وفي تحرك أبرز مدى تدهور العلاقات بين البلدين هاجم محتجون مسلحون بالعصي والحجارة بعثات ديبلوماسية تركية في سورية يوم السبت الماضي وأشعلوا النار في العلم التركي. واعتذر وزير الخارجية السوري وليد المعلم أول من أمس عن الهجمات التي طالت أيضاً بعثات سعودية وفرنسية.