حض الرئيس الأميركي باراك اوباما الصين على إدراك أنها أصبحت الآن اقتصاداً «ناضجاً» وأن تبدأ في التصرف على نحو يتسم بمسؤولية اكبر في ما يتعلق بقضايا العملة والتجارة التي تلحق الضرر بالشركات الأميركية. وأعلن في وقت متقدم ليل أول من امس في هاواي أن الصين لم تقم بما فيه «الكفاية» لرفع سعر اليوان على رغم «التحسن الطفيف» الذي طرأ على قيمة العملة الصينية. وخلال مؤتمر صحافي في ختام قمة «منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا - المحيط الهادئ» (ابيك) في هونولولو قال إن على الصين «أن تفهم أن دورها اصبح مختلفاً الآن عما كان عليه الحال قبل 20 أو 30 سنة عندما كان خرقها بعض القواعد لا يمثل أهمية في شكل حقيقي ولم يكن له تأثير كبير». وأضاف: «الآن نضجوا، وعليهم أن يساعدوا في إدارة هذه العملية بطريقة معقولة». وأردف قائلاً أن الولاياتالمتحدة ترحب «بالصعود السلمي» للصين ولكن كثيراً ما تتهم بكين «بالتلاعب بالنظام» لمصلحتها. وتابع: «سنستمر حازمين في موقفنا بأن تعمل الصين بالقواعد ذاتها مثل الجميع». صبر ينفد وقال اوباما: «حصل تحسن طفيف منذ العام الماضي ولكن هذا لا يكفي». وكان اوباما التقى نظيره الصيني هو جينتاو عشية قمة «ابيك»، وأكد له أن الأميركيين يشعرون ب «خيبة أمل» من السياسة الاقتصادية لبكين و»صبرهم يكاد ينفد» من بطء التغيير في هذا المجال، وذلك غداة دعوته الصين إلى أن «تلتزم بقواعد اللعبة» في التجارة الدولية. وتكشف لهجة اوباما المباشرة هذه تزايد قلق واشنطن من سعر اليوان الصيني الذي يرى منتقدو بكين أنها تتعمد إبقاءه منخفضاً لتشجيع صادراتها، إلى جانب مدى التزام الصين بمعايير الملكية الفكرية. كما اتهم اوباما الصين بسرقة حقوق الملكية الفكرية للشركات الأميركية وبالتسبب تالياً بخسائر هائلة لهذه الشركات عبر حرمانها من كل الميزات التفاضلية لابتكاراتها. وقال في كلمة أمام مجموعة من مسؤولي الشركات في منطقة آسيا - المحيط الهادئ: «من غير المقبول ألا نتمكن من التمتع بالميزات التنافسية التي نحتاج إليها في سوق كبيرة مثل الصين»، مشدداً على أنه «لا يمكننا أن نتوقع من الولاياتالمتحدة أن تبقى مكتوفة الأيدي إذا لم تكن هناك معاملة بالمثل في العلاقات التجارية». وأضاف مخاطباً المسؤولين الصينيين: «نريدكم أن تحترموا قواعد اللعبة»، مكرراً التأكيد على أن اليوان لا يزال دون قيمته الحقيقية على رغم الزيادات التي طرأت على سعره خلال السنوات الأخيرة. وأوضح أن معظم الاقتصادات تعتقد أن العملة الصينية مقومة بأقل من قيمتها بنسبة تتراوح ما بين 20 و25 في المئة. وفي سياق متصل، أعلن رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا، أن بلاده مستعدة لمد يد المعاونة لأوروبا فور أن تظهر الدول الأوروبية العزيمة لمعالجة مشكلة ديونها بأسلوب موحد. وخلال مؤتمر صحافي في هاواي حض الدول الأوروبية على تنفيذ خطوات السياسة الشاملة المتفق عليها في وقت سابق لمعالجة الأزمة لاستعادة ثقة السوق.