يلتقي ممثلو اللجنة الرباعية الدولية الاثنين المقبل في القدس مع كل من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي بحثاً عن فرصة لاستئناف المفاوضات المتوقفة بينهما. وتسبق هذه اللقاءات أخرى تحضيرية منفصلة يعقدها ممثلون عن الإدارة الأميركية وعن «الرباعية» مع ممثلين عن الجانبين، بينها لقاء يعقده المبعوث الأميركي ديفيد هيل مع الرئيس محمود عباس بعد غد في رام الله إثر عودة الرئيس من زيارة رسمية يقوم بها لتونس. وعقد أمس رئيس دائرة المفاوضات الدكتور صائب عريقات لقاءات مع كل من المبعوث الخاص للجنة «الرباعية» توني بلير، وممثل الأمين العام للأمم المتحدة روبرت سيري، والقنصل الأميركي العام دانيال روبنشتاين. وكانت «الرباعية» طلبت من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي في لقاءات منفصلة الشهر الماضي تقديم رؤيتيهما للحل في ملفي الحدود والأمن في غضون ثلاثة أشهر، في محاولة للبحث عن أرضية مشتركة تمكنها من الدعوة إلى استئناف المفاوضات. وقال عريقات إن الجانب الفلسطيني قدّم في اللقاءات الأخيرة أسئلة للجنة عن العملية السلمية، وعن موقف اللجنة من إسرائيل في حال رفضت قبول الأسس التي وضعتها لاستئناف المفاوضات، وفي مقدمها وقف الإجراءات الأحادية المتمثلة في الاستيطان. وأوضح للصحافيين عقب اللقاءات التي عقدها أمس مع ممثلين عن ثلاثة أطراف من «الرباعية»، أن «وقف النشاطات الاستيطانية، بما يشمل القدسالشرقية، وقبول مبدأ الدولتين على حدود عام 1967 يُشكلان المفتاح لاستئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل». وقال إن الجانب الفلسطيني مستعد للتعامل مع «الرباعية» في شكل فردي أو جماعي في القضايا كافة. وطالب عريقات أعضاء اللجنة بإلزام إسرائيل تنفيذ تعهد سابق قطعه رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت بإطلاق أسرى فلسطينيين بعد إطلاق الجندي غلعاد شاليت، خصوصاً أولئك الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاق أوسلو عام 1993. وأكد عريقات رفض منظمة التحرير الفلسطينية الحلول الانتقالية، بما في ذلك ما يسمى بالدولة ذات الحدود الموقتة، مشيراً إلى أن الحل النهائي يجب أن يشمل حل قضايا الوضع النهائي (الحدود، المستوطنات، اللاجئين، المياه، الأمن، القدس، والإفراج عن المعتقلين)، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، وبما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدسالشرقية. وجدد عريقات مطالبته المجتمع الدولي بأن يضع إسرائيل تحت المساءلة بسبب مواصلتها الاستيطان وفرض الحقائق والإملاءات، محذراً من أن ذلك سيقوّض خيار حل الدولتين، ويقود إلى دوامة من العنف في فلسطين وباقي شعوب المنطقة. عباس في تونس في هذه الأثناء (أ ف ب)، وصل الرئيس محمود عباس امس الى تونس في زيارة رسمية تستمر يومين. وقال عباس لدى وصوله مطار تونسقرطاج الدولي، ان الزيارة تهدف الى وضع القيادة التونسية «في صورة تطورات الاوضاع داخل الاراضي الفلسطينية والجهود المبذولة في سبيل عضوية دولة فلسطين الكاملة في الاممالمتحدة». ويرافق عباس في زيارته وفد يضم عريقات والناطق الرئاسي نبيل ابو ردينة. وكان مسؤول فلسطيني في تونس أعلن لوكالة «فرانس برس»، أن عباس «سيقدم خلال الزيارة التهنئة للقيادة والمسؤولين التونسيين بنجاح الانتخابات والعملية الديموقراطية في تونس» إثر تنظيم أول انتخابات حرة في تونس في 23 تشرين الاول (اكتوبر) انبثق عنها مجلس تأسيسي سيضع دستور «الجمهورية الثانية» في تونس. وأوضح المسؤول أن «الزيارة ستمثل ايضاً مناسبة لإطلاع المسؤولين التونسيين على آخر تطورات القضية الفلسطينية، خصوصاً الجهود المبذولة على الصعيد الدولي من أجل الاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية في الأممالمتحدة». ويشمل برنامج زيارة عباس لتونس محادثات مع الرئيس الموقت فؤاد المبزع ورئيس الوزراء الموقت الباجي قائد السبسي. كما يتضمن لقاءات مع مسؤولي الاحزاب السياسية التونسية والسفراء العرب المعتمدين في تونس.