حذر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي أمس من أن مطالب بعض مجالس المحافظات بتشكل أقاليم مستقلة إدارياً واقتصادياً «كارثة» في الوقت الحاضر. وطالب البعثيين بإعلان تبرؤهم من الحزب. وقال المالكي خلال لقائه وجهاء ومسؤولين في محافظة كربلاء في إطار حديث عن مطالب محافظات بتشكيل أقاليم مستقلة إدارياً واقتصادياً، إن «اختيار الوقت مهم. الوقت الحالي ليس للفيديراليات إنما ينبغي أن تكون في ظل استقرار وهدوء ووحدة وطنية». وأضاف إن هذه المطالب يجب أن تتم «على أساس الحرص وليس على أساس أن يكون جزء من العراق فيديرالياً على أساس طائفي وتبدأ المشاكل والتحديات». وتابع: «أقول بكل صراحة، من مبدأ التقييم وليس من موقع القبول أو الرفض، إنها (الأقاليم) ستتحول إلى كارثة». وزاد: «ترون في (محافظة) صلاح الدين كيف كان موقف أهالي المحافظة ورد فعلهم الرافض لهذا الإجراء»، مؤكداً أنه «ليس من مصلحة أي محافظة الآن أن تتجه هذا الاتجاه». وكان أعضاء مجلس محافظة صلاح الدين أعلنوا المحافظة إقليماً في قرار لا يعد نهائياً لأن الإجراءات التنفيذية المتعلقة بتكوين الأقاليم تنص على تسلم عريضة تحمل تواقيع 2 في المئة على الأقل من الناخبين المؤهلين لتنظيم استفتاء. والإقليم كيان قانوني يتكون من محافظة أو أكثر وفقاً للدستور الذي ينص على حرية تشكيل الأقاليم. إلى ذلك، طالب المالكي عناصر حزب البعث المنحل ب «إعلان براءتهم من الحزب بعد موجة اعتقالات شملت مئات منهم، وسط وجنوب البلاد. ووصف البعثيين بأنهم «شرذمة حقيرة». وقال: «أقول لهؤلاء الذين بدأوا مرة أخرى بدعم وتوجيه من الذين لا يريدون الخير للعراق ويتصورون أن هذه الشرذمة الحقيرة (يمكن) أن تعود إلى الواجهة من جديد، لا يمكن أبداً أن يرتفع أي صوت لتلك الديكتاتورية البغيضة». وأضاف إن «كلامي للذين يحاولون إعادة هذا التنظيم المشؤوم: العمل معكم هو الذي سمعتم به قبل أيام والذي سترونه بعد أيام»، وكان يعني حملة الاعتقالات. ودعا عناصر البعث إلى أن «يعجلوا ويسرعوا بإعلان التوبة والبراءة ويوقعوا براءتهم أمام أجهزة الدولة المختصة (...) وإلا كل منهم تحت طائلة المسؤولة والملاحقة القانونية». وشدد على سعيه لبناء «عراق خال من الديكتاتورية والبعث الصدامي».