تزداد الضغوط الدولية على جامعة الدول العربية واللجنة الوزارية المكلفة متابعة الازمة السورية من اجل اعلان فشل النظام السوري في تنفيذ التزاماته نحو المبادرة العربية، الأمر الذي يمهد الطريق نحو العودة الى مجلس الأمن لمحاولة استصدار قرار في الشأن السوري قد تجد روسيا والصين صعوبة في استخدام النقض ضده كما فعلتا سابقاً. وقالت مصادر غربية في مجلس الأمن أن لا مجال سوى انتظار استنتاجات ومواقف جامعة الدول العربية ولجنة المبادرة. وأضافت أن الدول الغربية «لن تستبق العرب» في الأممالمتحدة بل ستترك لهم قيادة التحرك الدولي من خلال إيضاح مصير مبادرتهم القائمة على «إعطاء العملية السياسية فرصة للنجاح». كما أشارت المصادر الى صعوبة استمرار الدول الممانعة في مجلس الأمن في حماية سورية من مشروع قرار المحاسبة، بعدما فشلت جميع الجهود في إقناعها «بالعودة عن مسار القمع والقتل». ودعا وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ، في بيان وزعته بعثة بلاده لدى الأممالمتحدة الجامعة العربية الى «الرد بسرعة وبحسم على رفض النظام تنفيذ الاتفاق». وقال «إن الأسرة الدولية تتطلع الى قيام الدول العربية باتخاذ مواقف قيادية حاسمة لمعالجة الأزمة المستمرة في سورية». وتابع هيغ في «إن التطورات الأخيرة تبين مرة أخرى أن لا مجال للتقدم في سورية ما لم يتنحّ الرئيس الأسد ويسمح للآخرين المضي الى الأمام بالعملية الانتقالية التي تحتاجها البلاد حاجة ماسة». وفي واشنطن تطرقت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون، في خطاب امام «المعهد الوطني للديموقراطية» الى الوضع في سورية، فاعتبرت أن رفض التغيير فيها هو «سبب عدم الاستقرار». ولفتت الى ان الرئيس الاسد «انتهك كل البنود الاساسية لخطة الجامعة العربية منذ اليوم الاول لموافقته عليها... لم يطلق سراح جميع المعتقلين ولم يسمح بدخول الصحافيين أو مراقبين من الجامعة العربية ولم يسحب القوات المسلحة من المناطق المأهولة وهو طبعا لم يوقف أعمال العنف... بل زادها ضد المدنيين في مناطق مثل حمص». وقالت الوزيرة «أن الأسد قد يكون بامكانه تأخير التغيير انما لا يمكنه حرمان شعبه من مطالبهم المشروعة لأجل غير مسمى... يجب عليه أن يتنحى والى أن يفعل ذلك ستستمر الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي بزيادة الضغوط عليه وعلى نظامه الوحشي». من جهة اخرى اعلن «المجلس الوطني» السوري في بيان اصدره امس انه بدأ «تحركا واسعا» لدفع جامعة الدول العربية الى تبني «موقف قوي» ضد النظام السوري في الاجتماع الذي دعت اليه الجامعة نهار السبت المقبل. وقال المجلس ان وفداً من مكتبه التنفيذي سيزور مقر الجامعة العربية قبل هذا الاجتماع لنقل «مطالب «الشعب السوري». واوضح ان خطة تحركه تشمل القيام بزيارات عاجلة لكل من الجزائر والسودان وسلطنة عمان وقطر والاتصال بعدد من وزراء الخارجية العرب، ومن بينهم وزراء خارجية السعودية والعراق والاردن والامارات وليبيا والكويت لاطلاعهم على الاوضاع في حمص وعدد من المناطق التي تتعرض لاجتياحات عسكرية واسعة النطاق. ويلتقي الامين العام للجامعة نبيل العربي اليوم وفدا من المعارضة السورية في الداخل يضم «هيئة التنسيق الوطني» و»تيار بناء الدولة» ومستقلين في داخل سورية وخارجها. وعلى الصعيد الامني ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان ان اشتباكات عنيفة وقعت امس بين الجيش النظامي السوري ومنشقين عنه. وقتل فيها 11 شخصا على الاقل بينهم ثمانية جنود وثلاثة مدنيين، وقتل العناصر الثمانية من الجيش والامن السوري في كمين نصبه لهم مسلحون يعتقد انهم منشقون عن الجيش جنوب مدينة معرة النعمان في محافظ ادلب. اما المدنيان فسقطا خلال عمليات للجيش السوري في عدد من احياء مدينة حمص.