تلقى الممثلة الفرنسية ميلودي مارك (25 سنة) نجاحاً لافتاً فوق خشبة مسرح «مانيوفاكتور ديزابيس» الباريسي، حيث تقدم دور البطولة في مسرحية «أنا لا أشعر بأنني جميلة» المعروضة بنجاح منذ بداية السنة الحالية. بيد أن مارك لم تكن معروفة قبل نهاية شهر آب (أغسطس) الماضي، فبعدما قررت الممثلة الأساسية التوقف الموقت عن العمل نظراً لارهاقها الشديد من العروض اليومية طوال 8 شهور، راح المخرج جاد دوفيكيه والمنتج فرانسوا فيلا يبحثان عن ممثلة قادرة على سد الفراغ والتأقلم بسرعة مع النص وأسلوب الإخراج والتناغم مع البطل، علماً أن المسرحية مبنية حول شخصيتين أساسيتين فقط. وبعد إخضاع ما لم يقل عن عشر ممثلات لسلسلة من الاختبارات على الدور، نجحت مارك في أن تنتزعه. وكان طُلب من الجميع تقديم وصلة ارتجالية، فتميز مشهدها الذي لم يعتمد على نص بأسلوب مرهف وكوميديا رصينة، واندمجت بسرعة مع روح المسرحية، وتمرنت لأسبوع قبل أن تشارك في العرض. ويعرض النص بأسلوب فكاهي صعوبة بناء علاقة عاطفية تؤدي الى الزواج وتكوين عائلة في ظل ظروف معيشية صعبة. بيد أن أحداث المسرحية تتطور لتظهر بعض مشاكل العصر الحالية فتكتشف مارك مثلا أن شبكة الأنترنت تساهم بطريقة ما في التقارب بين الناس، ومن ناحية ثانية تزيد الوحدة التي يعاني منها الفرد وتجعله يعيش علاقة وطيدة مع شاشة الكومبيوتر. وكان العمل ذاته الذي كتبه برنار جانجان قد صور سينمائياً عام 2004 وأخرجه الأخير، وأسند بطولته آنذاك إلى النجمة مارينا فويس. وتتميز المسرحية باعتمادها على مواقف تسلط الضوء على سوء التفاهم بين المرأة والرجل على رغم سعي كل منهما لإيجاد الحب الضائع. وأمام هذا العجز العاطفي يستتر الطرفان وراء الكومبيوتر أو الهاتف الخليوي ويخترعان لنفسيهما حكايات عاطفية ناجحة لإبهار كل من يتبادل الحديث معهما وبالتالي استعادة ثقتهما المفقودة في قدراتهما على إثارة اهتمام الغير. ظهرت مارك في أفلام سينمائية عدّة بأدوار ثانوية، وكادت أن تقدم منذ سنتين دور البطولة المطلقة أمام النجم دانيال أوتاي في فيلم «الرسم أو ممارسة الحب»، إلا أن المنتجة اعترضت على رغبة المخرج أرنو لاريو في تعيينها وفرضت الممثلة أميرة كسار في الدور بحجة تمتع الأخيرة بشهرة واسعة عالمياً ما قد يضمن للفيلم توزيعاً جيداً. واليوم باتت مارك موضع اهتمام أكثر من مخرج سينمائي شاهدها في المسرحية وعبر لها عن استعداده للتعاون معها في المستقبل القريب.