يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز السبت المقبل حفلة افتتاح مدينة الملك عبدالله الطبية في مكةالمكرمة ومستشفى منى الوادي في مشعر منى، واللذين سيخدمان أهالي مكةالمكرمة وحجاج بيت الله الحرام والمعتمرين على مدار العام. ونفذت السعودية خطة محكمة ناجحة أمس لتصعيد ضيوف الرحمن إلى مشعر منى لقضاء يوم التروية، استعداداً لنفرتهم اليوم إلى عرفات، بعدما اكتمل دخول حجاج بيت الله الحرام عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية السعودية. وقال النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا الأمير نايف بن عبدالعزيز في برقية إلى خادم الحرمين الشريفين أمس إن عدد الحجاج القادمين من الخارج لحج هذا العام بلغ 1613965 حاجاً، عدد الذكور منهم 889332 يمثلون نسبة 55 في المئة، فيما بلغ عدد الإناث724633. وأوضح الأمير نايف أن عدد الحجاج القادمين هذا العام نقص عن العام الماضي بنحو118989 حاجاً، بنسبة قدرها 7 في المئة تقريباً. ويمثل حجاج هذا العام 183 جنسية من مختلف أقطار العالم. ورصدت بعثة «الحياة» إلى المشاعر المقدسة اكتمال وصول حجاج بيت الله الحرام أمس، الموافق 8 ذي الحجة، إلى مشعر منى، لقضاء يوم التروية بها اقتداءً بهدي نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وسلم، ومن ثم يتوجه الحجاج إلى مشعر عرفات اليوم (الخميس) للوقوف بعرفة. ورافق توافد مواكب ضيوف الرحمن إلى مشعر منى آلاف من رجال الأمن السعودي من مختلف القطاعات، الذين تابعوا توجههم إلى منى عبر الطرق الفسيحة والأنفاق والجسور التي هيأتها حكومة خادم الحرمين الشريفين، إذ ترتبط مكةالمكرمة بالمشاعر المقدسة بشبكة من الطرق والأنفاق وطرق خاصة بالمشاة زودت بما يحتاجه الحاج وهو في طريقه إلى منى. وتميزت رحلة الحجيج من مكةالمكرمة إلى منى باليسر، على رغم الكثافة الكبيرة في أعداد السيارات. وتابع الأمير نايف وأمير منطقة مكةالمكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل تصعيد الحجاج إلى منى. وأكدت مديرية الدفاع المدني في منى أنه لم يتم تسجيل أي حوادث بسبب هطول أمطار في المشاعر المقدسة أمس، وأن الأوضاع في مكةالمكرمة والمشاعر مطمئنة وتحت السيطرة. وتواصل أمس تنفيذ الخطة التفصيلية لمواجهة مخاطر سيول محتملة بالعاصمة المقدسة والمشاعر. وقال وزير الصحة السعودي الدكتور عبدالله بن عبدالعزيز الربيعة أن رعاية الملك عبدالله لافتتاح مدينة الملك عبدالله الطبية ومستشفى منى الوادي تجسد حرص القيادة السعودية على توفير سبل الرعاية الصحية للمواطنين وضيوف بيت الله الحرام. وأوضح أن مدينة الملك عبدالله الطبية تعتبر مدينة تخصصية مرجعية، وستكون ثالث المدن الطبية المرجعية بالمملكة بعد مدينة الملك فهد الطبية في الرياض ومستشفى الملك فهد التخصصي في الدمام، وشيدت على مساحة تقدر ب 800 ألف متر مربع، وتسع 1500 سرير. وذكر الربيعة أن المستشفى يشمل جميع التخصصات الطبية والنادرة، و10 غرف عمليات رقمية (OR1) وأقساماً للأشعة الرقمية، والتصوير الطبقي ذات المواصفات التقنية الحديثة. وأفاد أن مستشفى منى الوادي أنشئ هذا العام بسعة 200 سرير، ويضم جميع التخصصات الطبية، و24 سرير طوارئ، و24 سرير إرهاق حراري، و25 سرير عناية مركزة، و6 أسرّة ملاحظة، و4 أسرّة للإنعاش. وذكر مسؤولو وزارة الصحة السعودية أن مستشفيات مشعر عرفات استعدت لمواجهة مرض إنفلونزا الخنازير H1N1 بتخصيص غرف العزل الخاصة للمصابين أو المشتبه بإصابتهم، وتجهيزها بالأجهزة والكوادر. وأفاد مدير مستشفى عرفات الدكتور مصطفى بلجون أن المستشفى خصص للمصابين بهذا المرض قسماً للعزل، ضمن قسم الأمراض المعدية الذي يستوعب 56 سريراً، وضمنها وحدة عناية للحالات المتوسطة، وغرف تنويم للرجال والنساء، مزودة أجهزة تنفس اصطناعي وأوكسجين، إضافة إلى جهاز تنفس اصطناعي ذات تردد عال وفرته وزارة الصحة لمستشفيات المنطقة لخدمة حجاج هذا العام. ويعتبر هذا الجهاز من أكثر الأجهزة تطوراً وأحدثها على مستوى العالم، ويشرف عليه اثنان من الأطباء الاستشاريين و6 أطباء اختصاصيين، وكادر تمريض يزيد على 20 ممرضاً. من جانب آخر، ذكر مدير مستشفى نمرة في المشاعر المقدسة الدكتور هلال المالكي أن المستشفى استعد للحج بتوفير أقسام للعزل، بإجمالي 90 سريراً أعدت لاستقبال الحالات، وسيكون منها قسم خاص للمرضى المصابين أو المشتبه بإصابتهم بفيروس H1N1.. وفي مستشفى جبل الرحمة، أوضح مدير المستشفى الدكتور نادر مطير أن المستشفى جهز بغرف عزل خاصة بالمصابين بمرض H1N1، تضم 18 سريراً مجهزاً بالكامل. وأعلن الهلال الأحمر السعودي أن عدد الحالات الإسعافية التي باشرتها فرقه في المشاعر المقدسة بلغ حتى الأربعاء 2983 حالة. وأوضح قائد مركز القيادة والسيطرة والتحكم التابع لقوات أمن الحج اللواء محمد بن صالح الشهري أن المشاعر المقدسة ومنطقة الحرم المكي ومكةالمكرمة ترتبط بالمركز من خلال 1853 كاميرا تلفزيونية لرصد كل ما من شأنه توفير الأمن والسلامة لضيوف الرحمن.